Monday, June 30, 2014

طابور الصباح "القصير قدام والطويل ورا"

المقال منشور علي الموجز الجمعة 27يونيو2014 ..



منذ فترة أعكف علي تجنب برامج التوك شوز إلا صدفة، أصبحت تهدد خطراً واضحاً على حياتي الصحية وعلى ثقافة بناتي الصغار، فأصبح البديل متابعة برامج القنوات الكارتونية الخاصة بالأطفال، في الحقيقة لم يختلف الوضع كثيراً، فأصابني إحباط آخر، فما بين شاودر و تنانين برج و بين الوحوش التي تتحدي الفضائيين والأخ أنجلو، تضيع العقول، ابنتي الصغيرة تتحدث لغة غير التي نمارسها في العامية المصرية فتجيبني بنعم، وتسألني بهل تودي يا أمي ، في الحقيقة لا أعترض على اللغة في حد ذاتها، لكن الثقافة بمجملها، لا أستطيع فهم المادة الكارتونية في حد ذاتها؟ ولا أعرف كيف يستفيد بها طفل في عمر البناء الفكري! وحدث ولا حرج عن كمية العنف التي تبث في ذهن الطفل ... في هذه اللحظة فقط فسرت أمام نفسي مشاهد الاشتباك التي دائما أتدخل بفضها بين بناتي العزيزات.

أذكر حدث علي سبيل الخطأ في صباح يوم ليس ببعيد ، وقعت عيني على مذيعة تجلس علي دكة خشب وتجمع حولها بعض الأطفال وكل طفل في يده كتاب يحاول أن يقرأ منه، ويتلعثم ، وتصحح ، لم أفهم ما هو المطلوب ولا لماذا يظهر طفل في هذا العمر علي الشاشة أمام كل أصدقاؤة لا يقرأ جيداً ، بالتأكيد هو سعيد بظهورة علي شاشة التلفزيون ، وبالتأكيد يخبر الجميع أن ينتظروا إطلالة مميزة ليسعد معهم ، فبدلاً من أن يتباهى بظهوره، تجده خجلاً ، وربما نادماً ، وبدلاً من أن ينمو طفل جديد في رحاب التلفزيون كأطفال كثيرون شابو نجوماً لاحقاً ، فنحن نكسر الطموح والأمل والموهبة معاً ، بالتقليل من شأنه.

الخطأ ليس في عدم استطاعة الطفل القراءة جيداً على الإطلاق ، لكن الخطأ الحقيقي يكمن في مجموعة عمل كاملة ، معد ، ومذيعة ، ومخرج ، غير مهنيين ، وفي دائرة أكل العيش ، لايهتم منهم أحد بصنع برنامج أطفال على مستوى مناسب ، أبسط ما فيه ، احترام عقول الأطفال وطفولتهم ، ، تلك المشاهدات كانت في الفضائية المصرية ، صباح يوم جمعة منذ عدة أسابيع ، وانتظرت لأعرف اسم المذيعة المبتسمة ، فلم يأتي ، بل اختصروا وبدأوا أغاني دينية استعداداً للصلاة ،والمذعج أنه بدت لي الصورة وكأنة درس خصوصي لمجموعة أطفال متأخرين دراسياً ومدرسة أكثر منهم تأخر.

التلفزيون المصري الرائد ، وهذا ما يزيد الحزن حزناً ، كانت ماما نجوى ببساطتها وبابا ماجد بأفكاره وثقافته ،عمو فؤاد ، إلى بوجي وطمطم ، عفاف الهلاوي و سينما الأطفال ، التي جمعت جيل بأكملة صباح كل جمعة في انتظار ما تعرضه السينما من أفلام عالمية وعلى مستوى يرقي بداية من الأطفال وصولاً للمراهقين الذين كانوا يخفون متابعتهم ولا ينتهي حرصهم علي المتابعة أبداً ، والسؤال الآن: تلك الأسماء وغيرها أضاءت استوديوهات ماسبيرو لم تقوى على تربية جيل جديد يحمل ربع جينات الإبداع والفكر التي حملوها ؟ لم يستطيع أحدهم علي الأقل ، تسليم الراية لجينات من نفس لون ونوع الجيل القادم ، تتحدث نفس اللغة؟ ولا مذيع واحد في ماسبيرو يستطيع أن يقدم برنامج أطفال يرتقي بفكر الطفل ، ولا جهة واحدة قادرة على إنتاج برنامج أطفال مصري ، لن يرقي طموحنا إلى قناة كاملة ، تسحب المتابعة من القنوات التي أرى بشكل أو بآخر أن نتيجتها ستكون طمس ملامح الطفل المصري لاحقاً ، بل ابتدأت بالفعل ، وبدت واضحة في كلمات يشكوا منها الجميع...ماذا بعد؟

أين مدعي العناية بالمرأة والطفل ، أين هذا المجلس الذي يسعي علي مشاكلهم ، أين مراكز الطفولة ، والاتفاقيات الدولية ، واليونسكو وأي يونسكو آخر محلي أو دولي مهتم بالأطفال ، هل يدرك أحد أن الإعلام أصبح مؤثراً لدرجة تفوق الطعام والشراب ، الحياة أيها السادة لم تعد تملك تلك الأولويات التي ولى عليها الزمن وبليت بمرور الوقت ، فتغيرت المفاهيم ، وأصبحت المواجهات شرسة ، الطفل إن كان يهتم أحد ، هو البذرة لزراعة المستقبل ، تركناهم لبرامج تافهة ، خالية من المضمون حتي الترفيهي ، تعمد بالغ في تفريغ العقول ، توجيه للعنف دون

أدني سبب ، السم في العسل بكل صورة ، يضحوا شباباً ، ثم نشكوا من أفكارهم الشاردة ، وتخليهم عن الأخلاق ، ثم نشكوا تعنتهم ، ثم نلعن من طلب التغيير ، ونترك من لعنه .

من المؤكد بالنسبة لي أن تلك البلد لن تتقدم خطوة ولو صغيرة دون إعادة ترتيب الأولويات ، ولن يدرك المسئولين هذا حتى يتغير مضمون طابور الصباح الذي بني علي قاعدة واحدة ، "القصير قدام والطويل ورا" عزيزي المسئول فلتعلم جيداً أن المطلوب الآن أن يكون ترتيب طابور الصباح كالتالي "الصالح قدام والطالح ورا" ....ارحمونا يرحمكم الله

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر


just_me_didi

Thursday, June 26, 2014

أهل إسكندرية في النملية


تم نشر المقال علي الموجز الالكتروني 27/6/2014 ...
"قراءة تحليلية من ضلفة النملية"
بعد جدل بين تصريحات زيد وعبيد ونطاط الحيط ، قولا واحدا مفيش مسلسل "أهل إسكندرية" في رمضان ، الكلمتين هنا مش عن المسلسل ، لكن عن كلام قرأته أمس بخصوص أكل العيش ، ونظرا لانني من الناس الي بتفضل دائما بقاء اقدامها علي الارض ، اعتبروا ما يلي هو مجرد قراءة تحليلية من داخل النملية ...
بالرجوع قليلا الي السنه الماضية وفشلت تجربة "الزوجة التانية" وتصريح علا غانم ان المسلسل فشل بسبب عمرو واكد ، وبسبب ظهورة مع طوني خليفة في أول رمضان الماضي وطرح أفكارةه السياسية التي رفضها غالبية الجمهور المصري  ، بجانب خفوت أداؤه في المسلسل ، (لمبة عمر واكد غير متوهجه) هكذا قالت . بينما رد عمرو واكد علي النقد الموجه له عن المسلسل في أحد حواراته أنه آخر مرة شاهد الزوجة الثانية منذ 15عام ولايتذكر اداء شكري سرحان في الدور وهو مثل الرواية وليس الفيلم؟ هل تصدق يا عزيزي؟ ازعم ان الفيلم ياتي مرتين في اليوم احيانا فلا يمكن عدم التعثر به بحال من الاحوال فالتبرير غير موفق.
لم يكن حال بلال فضل أكثر أو أقل تفضيلا ، فهو كان من المقربين إلي المشاهد ولا ينكر احد عليه إبداعاته ، ولا ننكر أيضا أن الجمهور هو الوحيد القادر علي صناعة النجوم ، وهو القادر علي قتلها بالمثل ، وأظن أن مسلسل "الهروب" وهو آخر ما عُرض لبلال وبطولة الرائع كريم عبد العزيز لم يحظ بالنجاح المرجو برغم إتساق أحداثة الإجتماعية والسياسية مع الواقع ، فحظي بلال فضل علي مثل ما حصل عليه عمرو واكد من استنكار ،تصريحاته السياسية استقبلها البسطاء برفض علي نطاق واسع ، حيث شعروا أنه خذلهم وسحب منهم حق تقرير المصير الذي هو بنفسه ينادي به.
أما بسمة فحدث ولا حرج ، بالتاكيد زوجة عمرو حمزاوي بعد كل تصريحاته ومواقفة الأخيرة ودعمه للاخوان لن تستطيع أن تحظي بشئ مغاير ، هذا ما لا اعرف لماذا لايدركة البعض ، والأغرب من ذلك أن هناك تساؤلات بلماذا ؟ يتخيل البعض ان هذا لايحدث في امريكا لكنه يحدث فعليكم البحث التاريخ حافل.
عزيزي القارئ في اي حته ... نظرية المنع مرفوضة بالنسبة لي جملة وتفصيلا ، حجب عمل ابداعي أي كان محتواة وشأنه ، ولا يمكن أن أتخيل بعد كل ما تخطيناه ، يأتي الخوف من شخصية ممثل مغضوب عليه جماهيريا ، بالعكس اذا كان هناك صانع لهذا الحجب ، فهو قدم أعظم خدمة في التاريخ للأسماء الثلاثة ، واتبع المثل الشعبي القديم "جت تكحلها عمتها".
بسمة ، عمرو واكد ، بلال فضل ...ثلاثي مختلف في توجهاته السياسية ، مجتمعين في عمل واحد ، رفضهم المشاهد قبل السلطة ، ودة رأيي ، واذا كانت بداية الحديث عن اكل العيش فهم سيواجهون جميعا رحلة عودة صعبه جدا مشروطة بمحاولة مصالحة مع المشاهد تحتاج الي الكثير من التفكير ، فلن يستطيع احد منهم الترويج لمشط كبريت ، ولن يفكر منتج في تحمل تلك المغامرة مرة اخري ، قبل ان يمنحه المشاهد الموافقة والذي هو نفسة المواطن الذين يعملون لأجله ،  فالمطلوب منهم خلق مساحة من التفاهم مع العامة لتصحيح حاله الغضب التي يحملها البعض تجاههم، بالتاكيد لا اطلب تغيير المفاهيم أو النفاق علي الاطلاق من حق كل فرد ان يحتفظ بتوجهاته وأفكارة السياسية ، وبرغم أني لا استبعد نظرية المنع – الذي ارفضه تماما - الا أني أتحدث من زاوية أخري وهي زاوية الحدث نفسه ، الفظاظة التي اتبعها جميعهم في التعبير ، الاحتكار والتحقير وعن الرأي اتحدث ، هم يواجهونها الان بنفس المقدار ، الكثير من سوء الصياغة وعدم التوفيق في التعامل مع مجتمع غاضب البعض منهم يشاهدهم وهو لايحمل قوت يومه ويصب غضبه عليهم وعلي إدعائتهم بأنهم يدافعون عنه وفي نفس اللحظة يعتبرون اختياره تخلف وجهل!!
والعجب العجاب إن بعض الأصوات التي تبكي منع المسلسل تتضرع يوميا الي الله لتنزل الصاعقة علي رأس اصحاب رأي مختلف عنهم مثل الهام شاهين او حسن يوسف....ونرجع نكلم الناس عن الحريات ........
الحرية في النملية يا أستاذ ..... 
عوض عليا عوض الصابرين يارب.



للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر

just_me_didi

الواد مسك المقص


لن أنسى أني أول مرة شاهدت هذا الفيلم كنت في السوبرجيت والطريق كان طويل وشدتني الفكرة برغم تكرارها، إلا أني من محبي كوميديا عادل أمام رغم خروج بعض المشاهد عن النص أحيانا، لكنه مشهد محفور في الذاكرة لايمكن تخطية للرائع "حسن مصطفي" و فرحته وابتهاجه بابنه اللي هو "الواد محروس بتاع الوزير"، تعبير رائع وفكرة عبقرية من يوسف معاطي، تجسيد "للأفورة" أي المبالغة في الصغائر داخل مجتمع بسيط ريفي خرج منه مجند ليكون "شماشيرجي" للوزير في لحظة ليستمر في الصعود إلى أن يصل لمجلس الشعب.
يومياً المشهد في ذهني ، أضحك ساخرة ، مجتمع خلف خلاف، وخصوصاً عبر الأجواء الفيس بوكية والتويترية و السوشيال ميدياوية بشكل عام، وربما موجود في الشارع لكن "إن الله حليم ستار"، مع نافورة الأخبار المستمرة الصغيرة أو الكبيرة تسمع رد الفعل حولك "الواد مسك المقص"، حالة من الهيافة الغير عادية في التعامل مع كل الأحداث علي كافة الأصعدة، اجتماعي ،سياسي ، اقتصادي ، كروي .
تصحي الصبح تقرأ أول خبر يقابلك "السيسي يقابل ملك السعودية في الطيارة" وإذ فجأة ينزل التتر ويبدأ المشهد، أكشن، " الله أكبر ...محروس مسك المقص، الواد مسك المقص"، لحظة ... متفهمونيش غلط، المعجزة في هذا التتر إنه بيستخدم مع كل الاتجاهات، المؤيد الطايح، والمعارض البايخ، الكل ماشي بلا هدى، أيوه والله بلاهدى ، فأي حاجة عند الطايح تستحق الإشادة حتي ولو واجب ، ويقابلها أبوخ بواخة من البايخ أنه معترض علي طول الخط ، لدرجة إنه لو سمع إن السيسي بيشرب ميه الصبح ، هاينزل نفس التتر بنفس المزيكا، لا عقل ولا فكر ولامضمون.
الفيلم فيه مشهد تاني عبقري ينطبق علي نفس الحالة، وهو بيحكي عن الطلقة اللي صابت صباعه والبطولات اللي عملها وشجاعته وهو بيهدد الولد المعتدي وبيقوله "اضرب ياله اضرب ياله"، بشوف الحواديت دي كل يوم ، لدرجة أني تخيلت حياتنا اتحولت لحواديت بيحكيها "المحروس" وهو ع المصطبة ، والباقيين مذبهلين اذبهلالاً في الاستماع للمعجزات اللي بيحكيها ، وهو مستمتع في الضحك علي العقول حتي لو قالهم أنه طلع عليه الغول ،وكأن مفيش مخلوق واحد عنده عقل في رأسه يعرف بيه خلاصة ويميز أي تمييز بين المعيز والجميز، حيث الأول نقول فيه دعاء الركوب والتاني نأكله.
المحصله يا صاحبي، إن كل الأشياء فقدت قيمتها ، ومقامها وجديتها ، وكل واحد عاوز بلد علي مزاجه وحكومة علي مزاجه ، وثورة علي مزاجه ، ده في ناس مش عاجبها مزاجه نفسه ، تحس إنهم ماشيين علي دماغهم بالمشقلب وخلاص ، كأنه هدف ، دي بلد مش جمباز يا كابتن ، حاجة تفرح بقي عندنا ناس شغالة بالزمبلك (اللي مش عارفه اكتبها بالنون ولا بالميم)، أول ما تسمع كلمة "السيسي" تشتغل في نشيد الصباح ، سواء الخبر حلو ولا وحش ، هنشوف المشهدين بحذافيرهم ، كمان أتخيل في ناس منتظره حتي تتمحك علي أول تلات حروف من الاسم علشان الزمبلك يشتغل يادوب تسمع حد بيقول "سيــ....... " وهووووب "الواد مسك المقص" بس مرة المقص هايكون أبيض يقص شريط ، ومرة هاتسمع إن المقص اسود ومش شرعي ، الحالة دي زي ما وصف "محروس" في الفيلم بالظبط في تعريف طلقة الصوت وإنت بتقول "يا أبو الفتوح ...قبل ما تقول أوووح دي تكون الطلقة طلعت في الأوووح"
وطبعا مش ممكن أنسي الفضل الكبير والقدوة اللي بتقوم بيها بعض الأجهزة في الدولة وأهمها، الإعلام والداخلية، اللي أصبح أهم شعار عندهم وغالباً هايتم تحويله لمادة دراسية العام القادم ، تحت مسمي "تعالى في الهايفة واتصدر" ووارد يدرسهالنا الواد "محروس" بذات نفسه ، وساعتها هاتكون "الأفورة" أكاديمية ومدروسة ، تتكلم عن ملصقات ماشي تتكلم عن قرش البحر وماله ، تتكلم عن الطيارة ميضرش ، عن البن البرازيلي وأعمل لي فنجال يا حج ، وكله كوم و"أفورة" المليونيات اللي ماليه شوارع البلد كل يوم علي شاشة "المحروس" القطري الكبير حدث ولا حرج، فين دول؟ "اضرب ياله" ، فإذا كان ده حال مؤسسات تفتكر اللي قاعد فاضي يعمل إيه؟ يا عزيزي البلد كلها أصبحت "الواد محروس بتاع الوزير" .
وقبل مانقول سلام ... هل نسيت أن تقول "الواد مسك المقص النهاردة" ولا قلت؟

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر @just_me_didi



Tuesday, June 10, 2014

دعاء سليط تكتب : طوابير البهجة

المقال منشور علي موقع الموجز ...
الجمعة ١٦ مايو ٢٠١٤


علي أنغام العود للفنان "أحمد إسماعيل" ، أنصت جيدا لأغنية السيدة أم كلثوم "أنا الشعب" ، كان في ضيافة ليليان دواود علي شاشة ONTV ،ساهم غناؤه الهادئ التبحر في معانيها ، رأي الحضور في الاستوديو أنهم يكتشفوها من جديد " أنا الشعب أنا الشعب لا يعرف المستحيلا ولا ارتضي بالخلود بديلا بلادى مفتوحة كالسماء تضم الصديق وتمحي الدخيلا" كلمات قوية حماسية ، في حقبة تاريخية مملوؤة بالاحدث ، إخفاقات ونجاحات ، ومع ذلك إسمع وتمعن ، في تلك القوة الممثلة في الكلمات ، بكل تأكيد مستمدة من قوة من تمثله ، الشعب المصري .

لاحقا وفي حوار مسترسل يتسم ببعض الحيرة حدثني صديقي الشاعر "أحمد شبكة" عن البهجة المفقودة والبحث عن بهجة ،عجبا صاحب قصيدة شعب البهجة يبحث عن بهجة ، كتب الشاعر بالعامية (آه يا شعب البهجة يا غاوي السلام ، تستحق البهجة ، دي اللي مش حرام ، والكلام لمّا يكون مش محترم ،ترفضه وتفرض عليهم الاحترام ) كانت نفس الافكار تجول بعقلي أين البهجة ، وأين نحن منها ، الساخرون في كل المواقف ، وسط كل الضغوط تخرج البسمة ، لكن بصعوبة هذه الايام نلتقي والبهجة.

بعد أيام قليلة وعلي صورة اليوم الأول للتصويت لإنتخابات رئاسة الجمهورية للمصريين بالخارج ، وأغرقتنا البهجة أنا وصديقي الباحث عنها ، لم يخطئها عين ، طوابير البهجة تتحدث أمام السفارات والقنصليات في العالم ، مهرجان من البهجة ، هم العظماء ، أغلقوا صفحة قاسية من التاريخ ، وقرروا إتباع بصيص من الأمل للمستقبل ، خطوات ثابته ، قرارات حاسمة ، أيا كان الاختيار ، البهجة الحقيقية ، حرية إتخاذ القرار ، مهما كان ، حتي المقاطع حر القرار ، بهجة الفخر ، بهجة الشعور بالعظمة ، بهجة تحديد المصير.

اليوم شعب البهجة تحدث الي العالم ، قائلا وحدي أملك تحديد المصير ، رغم الإحباطات ، والتناحر ، والاختلاف ، يبقي لنا نحن ، تبقي لنا هويتنا ، درس قاسي لكل من راهن علي المصريين بالخارج ، محاولة ناجحة لرأب الصدع ، بهجة يستحقها المواطن المصري ، وسط غيوم السياسة ، لايعنيني من هو الرئيس القادم ، وأبتهج بذلك ، لايعنيني أن البعض لازال غير مستعد لركوب قطار المستقبل ، سنحسن معاملته حتي يعود ، ستتخذ البهجة خطواتها كطفل يحبو إلي المستقبل ، كما تحدثت الصور اليوم ، وبكل بهجة قالت "أنا الشعب".

طوابير البهجة تلك علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث ، ثورة جديدة علي طريق الحرية ، حسم الشعب المصري تلك الجولة لصالحة ، سنختار مهما كانت الظروف والمخاطر ، لن نتوقف في عبوث نترحم علي أطلال مضت ، لن تنكسر إرادة التغيير ، قد يراها البعض لا تلائمة ، نستمحية عذرا ، يوما ما ستقودنا تلك البهجة لتوافق حتمي ، بشرط واحد ، أن تبقي مصريا خالصا ، ولاؤك الوحيد لمصر ، وليس غيرها ، فيما عدا ذلك ، قرارك غير مشروط .

عن الحرية بدأت الخطوات ، فلا تعاتبوا من إستغلوا حريتهم ، فلن يمنحك إياها أحداً ، هذا ما لم ولن يجعلونك تعرفة جيدا ، فقط قرر أن تستغل حريتك ، وستبهر العالم ، طوابير البهجة تحدت العالم ، بكل حضارة وبكل حضور ، يبقي هذا الشعب مُعلما ، دامت لنا مصر التي نعرفها ، ودام كل من صنع لنا بهجة اليوم ، كل من ألقي في قلبي أمل ، وكل من رسم علي وجهي ابتسامة ، وسنستكملها في الداخل بإذن الله ، ستكتمل البهجة خلال أيام ، إجعلوها تستمر ، إستبشروا خيرا فلقد عبرنا ما هو أصعب بكثير ، وبقينا فوق كل الإختيارات .

وختاما فلتقرأوا شعب البهجة من جديد ، فهي تستحق ، والشعب يستحق ، ونحن نستحق ولو قليل منها حتي تبقي هي العادة وليس الاستثناء وختاما وبكل بهجة تحيا مصر.
لينك قصيدة شعب البهجة 
شعب البهجة لشاعر البهجة @ahmed_shabaka
للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
just_me_didi

دعاء سليط تكتب: فتاوي وعكاوي "علل يا شيخ برهامي"

المقال منشور علي صفحة الموجز ...
السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤



اقتل مراتي ولك تحياتي، البوس علينا حق، وقبل ما تقتل تسأل الأول، دي مش أسامي أفلام، دي أحداث جارية، واختصرتها للتخفيف، دي عناوين بعض الفتاوي التي أطلت علينا في الأيام الأخيرة، يبدوا أن البعض يسبح في صينية كبيرة تختلط فيها الفتاوي بروائح المطبخ المصري، صينية عكاوي محترمة مفروشة بالفتة والمكسرات، شبه الصورة الشهيرة للشيخ غنيم، لوحة فنية من الهُبر علي مائدة الشيوخ، حتى الفتاوي أصبحت طبيخ، لماذا في هذا التوقيت بالذات تخرج فتوي بخصوص الاغتصاب وكأننا نعيش حالة من الاغتصاب الجماعي في الشوارع، هل هذا معقول؟ أين المنطق يا سيدي؟ حتي الأخبار عن سوريا أصبحت متضررة من أحاديثكم الهابطة، أتخيل أن سوريا بكل ما فيها ستواجه الفتوى نفس الاستقبال الحافل الساخر الذي قام به معظم المصريون حين إعلانها.


حيرة وتخبط ذهني يصيب الجميع مع هذه الفتاوي، بالتأكيد لايمكن إنكار وجود سند فقهي في الموضوع، يمكن التبحر فيه مع المختصين من أهل الفقه في حينه، ومش ده المهم، يهمني الآن إيجاد سبب واضح أو حدث مهم يستلزم تلك الفتاوي ، حاجة مجتمعية مُلحة تستلزم توجيه الناس، وإلا ما فائدة الفتوى ؟ الجو العام مشتعل والأحداث ليس لنا عليها من سلطان، وإذا بهم يفجرون إبداعهم في وجه الكل، وكأنه بمب العيد، مولد ياسيد يابدوي _ بالمناسبة السعيدة مبروك يا سيد يابدوي رئاسة حزب الوفد علي التوالي _ الكل يعمل بدون كتالوج ، كلام منطلق بدون فرامل ، وكأنها مقصودة! هل ممكن تكون تلك المتاهة مقصودة؟ علل يا شيخ برهامي؟


يادوب أحاول التقاط الأنفاس من فتوى المغتصبون، وإذا بي علي الريق اليوم ، وفتوى جديدة ، البوس ليس فيه من الزنا وإنما من الفاحشة، في الحقيقة الواحد فرح، ومؤكد أن البوس شاحح في الأيام دي، أي نعم واجهوا الحقيقة، من سنين طويلة محمد صبحي كان هايدفع 20ألف في بوسة ، دلوقت الدنيا اتغيرت ، جت لنا من السما ، وأصبحت زلة لسان فرصة شعبية لانطلاق حملة بوسة لكل مواطن ، هي دي المصالحة المطلوبة ، ياللعجب ، هل هناك ذرة عقل تجعل الشيوخ تفكر في الكلام قبل اطلاقة؟ هل هؤلاء الأفاضل عايشين معانا هنا على نفس الأرض؟ قال الشاعر في الإعلان إياه "عشان لازم نكون مع بعض عشان شيلانا نفس الأرض" مش شرط أبدا يكون في إشارة تسهل للناس تبوس بعض ، دول بيتلككوا يا شيخ ، فقد الجميع تعقله ، واقع لاتخطئه العين.


أعوام طويلة نرصد فتاوى المتبرعين بالفتوى من التيارات الإسلامية ، وعن نفسي أرى معظمها منبثقة من مطبخ واحد ، فطلبات السادة دائما على موائدهم كاملة الدسم ، كوارع - عكاوي – فتة وكبسة وضاني ، وكأن الحياة عندهم تبدأ وتنتهي علي فراش واسع أوله وأخره، شد ظهرك يا شيخ الليلة طويلة، وإحنا ذنبنا إيه إذا كان معظمهم يملك من الشرعي أربعة؟ نظرة لله يا شيخ للمجتمع ؟ الناس تايهة وأنتم لا تهدون ، الشكوى عامة من عبث مجتمعي ، وتحرش جنسي، وانفلات أخلاقي ، هل تتخيل أن تعليق عن "البوس" في هذا التوقيت مفيد؟ البعض الآن يتحدث عن "إحنا في أمان لحد الفرج يا عزيزي" ، كده إحنا في حدود الفاحشة ، الشيخ قال ده مش زنا ، وزينب قالت من غير شنب.

أما عن "عكاوي" الإعلام فحدث ولا حرج ، ليس من المعقول تفويت الفرصة لفرقعه إعلامية ، بالقطع لازم نتكلم في موضوع الفتوي اياً كانت أضرارة ، أيوه نلحق قبل البرنامج التاني ولا الجرنال إياه ما يمسكة ويرغي فيه وياخد السبق ، مش مهم المجتمع طبعا ، المهم الثورة ، لا لا أعتذر ، خطأ مطبعي ، مفيش أي حاجه مهمة ، المهم "العكاوي" تستوى، أكل العيش حلو، وأنا معنديش مانع علي الإطلاق إنك تاكل عيش ، لكن لا تّدعي أنك من المصلحين ، وتوقف عبث سيمفونية المجتمع ، والقيم الأخلاقية ، وميثاق الشرف ،والسبكي ، وهيفا ، حتي وزيرة الإعلام طالما احترمتها غيرت التاريخ ، وممكن أصحى الصبح الاقي نفسي رجعت لحقبة الملك فاروق وأنا مش حاسة بقرار من وزارة الإعلام.

ياسادة الفتوى هي قول الفصل والتنظيم ، التمييز والتنوير ، ليست مجال للحوار ولا الاسترسال حتي لو محتواها صحيح ، هل فكرتم في التوقيت المناسب للقول من عدمه؟ هل هناك فائدة واحدة تخرج علينا من هذا العبث؟ كلمتي المعهودة لأصدقائي "سبوبة" كله شغال فيها ،إعلام ودكاترة ومحاضرين وفتايين ، ولا عزاء للصالح العام ، تعرف إيه عن المنطق ؟ من الواضح إنه لا أحد يحمل من المنطق شئ ، لا من يدعون الانتماء الديني ، ولا من يهللون لإصلاح الإعلام ، ولا من يدُعون الليبرالية والمهنية ، ولا من يتحدثون عن الحقوق ، وقت الجد تكون الإجابة ، تم اجتزاء الكلام من موضعه ، ويخرج لنا بعض المُريدين لتفسير الماء بالماء ، أيوه الماء يابني وبالإنجليزية تعني "Water" اكتبوها يمكن تنفعكم.

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
just_me_didi

دعاء سليط تكتب: مصر بين «رأس المال» و«رأس العجل»

المقال منشور علي موقع الموجز للمشاهدة .. 
8مارس2014


النشرة التوضيحية لقراءة المقال: أولا ممنوع لمرضي القلب وضغط الدم والسكر وأصحاب الفكر الثوري والمثقفين، ثانيا: للحصول على الفائدة الكاملة منه برجاء قراءته وإنت قاعد في مسمط بتاكل طبق سمين مشكل وتسيب رقم تليفونك في ورقة جنب الطبق إحتياطي.


(عندنا في الكباريه المنولوجيست متقدرش ترقص والرقاصة متقدرش تقول منولوجات... إنتي مروحتيش كباريهات قبل كده؟ حاكم الزبون لما يتضايق من المحل بيخلع)....

إبتكرت الرائعة شويكار الحل السحري لمشاكلنا في مصر ومحدش انتبه أبدا، سنين طويلة تعدي على طموحاتنا، ولا جديد في الحياة، الفن دائماً مرآة تعكس حياة الشعوب، آه والله متستغربوش، دي حكمة بليغة أوجزتها شويكار في حوار مع القديرة أمينة رزق في مسرحية "إنها حقا عائلة محترمة"، والجملة مأثرة فيا، أوقات أحاول أستفيد منها، وأوقات تانية تهرب مني وأعمل عكس الفكرة، المهم إني قدرت أفهم المحتوي، عارفين هي بتتكلم عن إيه؟ عن معجزة كبيرة جدا اسمها "التخصص".

تعددت تنقلاتي في مجالات العمل، ومع كل مرحلة كنت أتطور خطوة، وأكسب خبرة جديدة، معوقات كتير لكن بفوائد أكتر، مجالات العمل وتنقلاتي أتاحت لي الوقوف على باب الوزير والغفير، ومجاورة رأس المال، وأحيانا تطويره وخدمته، على رأي مثل بيقول من جاور السعيد يسعد، بس حتي الآن السعيد سعيد، وأنا لسه على باب الله، المهم يا عزيزي إن خريطة رؤوس الأموال في مصر في العشر سنوات الأخيرة حدث بها ما حدث من تغيير جيولوجي، أثر بشكل كبير علي الإقتصاد، تسألني ليه؟ أجاوبك، تدفقت رؤوس أموال عربية بشكل كبير لمصر من فتره طويلة، بالتوازي خرجت رؤوس أموال مصرية كتير للاستثمار الخارجي هربا سواء من قوانين، أو بحثا عن أرض خصبة لمناخ العمل الاحترافي المنظم، بالمثل خرجت رؤوس أموال أجنبية كانت موجودة وعلى خطى ثابتة، خرجت ربما لنفس السبب، التلاث فروع من المستثمرين مصري عربي أجنبي يجمعهم عنصر واحد "المكسب".

في التسعينات في عمارة مجاورة، بواب فكر يزود رزقه، اشترى الفراخ وزوجته تدبحها وتنضفها وتبيعها للسكان، ربنا أكرمه فاشترى ماكينة، في زيارة لنفس المنطقة من 6شهور، الرجل نفسه اشترى العمارة اللي اشتغل فيها، وعمارة أخرى، ويهم ببناء جديد، فقير مدقع تحول من بواب لمالك أبراج، الله يسهله تتخصص في مجاله، السؤال هنا، ماذا لو فكر الشخص نفسة يفتح شركة سياحة ويديرها؟ أو مصنع نسيج، أو لا قدر الله لا قدر الله يبني بنسيون، تفرط منه يبقي فندق، ماذا لو فكر نفس الشخص إنه يتاجر في العجول، أو يفتح معمل تحاليل، أو مثلا مثلا، الله لايقدر في الأدوية الطبية، يملك إيه من العلم يجعله يقرر يبقى رجل أعمال يقتحم سوق مختلف؟ بنظرة أكثر اتساعا ستجد الآتي في بلدنا، عطار فتح مصنع أدوية، فلاح باع الأرض واشترى سوبر ماركت، منجد قرر يشتغل مذيع، محاسب بيشتغل عامل مصعد، ومهندس بيشتغل سواق تاكسي، ودكتور بيتاجر بالمرض، وعيل سايق توكتوك "العبث".

أسطول فضائيات، شراكات في صحف ومجلات، مشروعات صناعية، أراضي، معارض سيارات، ربك لما يريد الرزق من وسع، سيرة ذاتية مشتركة لرؤوس أموال كتير على الساحة، مش مهم الخبرة المهم بتعرف تدورها إزاي، وبتكسب قد إيه، ومش مهم تجيب موظف فاهم بس راتبه كبير "حقه"، هات اللي يعرف الحد الأدنى وعاوز فلوس هايشتغل، ومش مهم الكفاءة، ولا الضمير، المهم إنه يدور في الساقية، ويرضى بقليله، وميسألش كتير، طموحاته رأس المال هو اللي يحددها، ومش مهم الكواليتي، الجودة لامؤاخذة، أي حاجة تطّلع أي منتج، وصلي علي اللي يشفع فيك، والرزق يحب الخفية، احنا بنستورد من الصين براغيت الست بلا فخر، وأي حاجة ع العربية بربع جنية، تسألني عن الأسلوب العلمي؟ أقولك معطلكش ،العلم لايكيل بالبتنجان، تسألني عن استراتيجية عمل السوق؟ أقولك كلمني عن الكفتة، تسأل المواطن إنت فين؟ يقولك مأنتخ، تقولي اللي فات ده إيه؟ أقولك اسمه "طابونة".

سيدي الفاضل أي مسئول في البلد، أنظر حولك، أخي المواطن انتبه أنا بكلمك، مستثمرين أجانب كتير عملوا بمقولة الست شويكار وخلعوا، بعضهم أخد اسمه معاه وخاف على سمعته من سوء الإدارة، وفاضلك المحلي، أصبح المكسب هو الأهم، الكل بيتعامل مع الاستثمار بمنطق إدارة كشك سجاير، والحل؟ ياحكومة إدي العيش لخبازه، وفعلي قوانين تنظيمية للاستثمار، يا مواطن الخبرة لأهلها، كل شئ في محله، الشباب تاخد خبرة، وكل واحد يستفيد بسنين التعليم اللي ضاعت، ومحدش يطبل بفلوسه، ونتّجه لاستثمار مدروس، رأس المال الغير مسئول المتطوع للخدمات الفوقية مجرد لحمة راس مليانة دهون، قطع سمين في طبق، جنبها جوهرة لا بتشوف ولا ترمش، ولسان مطبوخ ومتشوح، يصيب الجميع بداء الكوليسترول والعجز، وتسألني دي دولة ولا مصلحة؟ أقولك دة اسمه "مسمط".


دعاء سليط تكتب : التجربة السحلية بين الخيار والفقوس


المقال منشور علي الموجز ...


الجمعة ٢٨ مارس ٢٠١٤


وحشتوني ... الأسبوع الرابع علي التوالي تتزاحم الأفكار في رأسي بشكل عشوائي أفقدني القدرة علي ترتيبها و صياغتها ، إنزعجت جدا لعدم قدرتي علي الكتابة تلك الفترة، وبالتأكيد كانت الأحداث متشابهه مم أصابني أكثر بالإحباط ، ولكن .... أخيرا إنكسرت حالة الركود والإنتظار ، قضي الأمر ، واستقال السيسي وإنتهت فترة ، بط هوين .

وبما أنها فُرجت ، كان مهم جدا أبدا بالحديث عن التجربة السحلية ، بالقطع هاتستغرب وتفكر ، وأنا أقولك متستغربش متستعجبش ، إحنا بقالنا 3سنوات وأكتر ، بنحلم نكون ولو قرب فرسخ من التجربة السحلية ، وما أدراك جمال ألوان السحلية ، تجربة ديموقراطية علمانية برجماتية مهلبية علي أكمل وجه ، إستحوز الحلم علينا فورا بعد حدوث الإعجاز وكان التنحي الأول ، أصبح الحلم الجديد أن نحقق العالمية ، ونلعب علي أمل الوصول لخطوة علي طريق التجربة السحلية .

حرية فائقة النظير ، خيال ، لو قارناه بالقمع الي إحنا فيه ، هاتحس إن الحياة هناك مجرد أقماع من الحرية تجهز ليلا ونهارا تحت أمر المواطن ، حقيقي ، أول أقماع الحرية ، لفت نظري قرار السحلاوي بحجب موقع تويتر ، معاه حق طبعا ، تويتر ايه ونيله ايه ، شعب عاوز ينحرف ، الرجل بيحميهم ، سحلية بنقول ، هو في حرية مطلقة؟ أيوه ، التجربة السحلية فيها كل الحريات مطلقة ، حتي الدعارة منظمة ومرخصة ، مفيش أكتر من كده إحترام للحريات ، من كتر الحرية ، أطلقت السحلية اليوم صيحتها الجديدة وآخر موضة في غابات الحريات ، وهي حظر اليوتيوب ، ايه! أه زي ماسمعت اليوتيووب ، الشباب بيضيع مننا يا أستاذ ، تويتر ويوتيوب ، الأمن القومي أولي طبعا ، أحسن يحصل "تمرد".

معلومات بسيطة عن الحريات في التجربة السحلية ، هل تعلم أن لجنة حماية الصحفيين في تقرير صدر في يناير2014 قال عدد الصحفيين المحبوسين من اغسطس 2013 وصل الي 76صحفي منهم 61إتسجنوا بسبب خبر او تحقيقات تحت التجهيز! النظام بيقول إنهم أفراد جماعات إرهابية ...هل تعلم أن الحكومة التركية أقامت آلاف القضايا علي آخرين بتهمة إهانة القومية التركية؟ ...هل تعلم أن المسيحين في تركيا ، وهم أقلية ، يطالبون منذ سنوات بحرية بناء الكنائس؟ هل تعلم أن رجب مش طيب أردوغان سعي لتشريع الرقابة علي الإنترنت وإتخاذ اجراءات لغلق المواقع مباشرة دون الرجوع للسلطة القضائية؟ ولما السلطة القضائية حكمت بعودة موقع تويتر ، رفض التنفيذ ...هل تعلم أن أحد التقارير الدولية ذكرت تركيا ثاني أشد الدول تقييداً للحريات بعد الصين وإريتريا؟

أنا سمعت الكلام ده فين قبل كده ؟ أيوه حضرتك في كده بس مبنقولش ع النت ، ولا في غير النت ، علشان مطلوب إنك تنبهر ومتعرفش أي حاجة من المكتوب ده كله ،وتفضل مش شايف من التجربة السحلية غير سمر ومهند في العشق الممنوع ، وتفضل منبهر بالأناقة الظاهرة في مسلسلاتهم ، وتحلم تبقي جزء من التجربة ، الغريب في الموضوع إن التجرية السحلية إعتبرت كل ما هو مشابة للأحداث المذكورة ، كبت حريات ، والأغرب إن هناك العديد من الأفاضل النشطاء شنف أذاننا بالحريات التي تمنحها تركيا للمواطنين والتي يحلم أنه يطول ربعها ، وأكم من ناشط ، ثائر، ماكر ، ماهر ،وائل ، علاء ، أصابنا بالمرض بسبب إعتراضة علي مصطلح هيبة الدولة ، غير منتبه إن التجربة السحلية الي

بيستشهد بيها ، عندها تهمه إسمها "إهانة القومية التركية"َ! مش مكسوف حضرتك ؟ عايش وهم تجربة بتقسمها خيار وفقوس ..أه الي تحبه تديلة خيار ، والي مش علي هواك تديلة الفقوس ، بالمناسبة الفقوس هو الأتا لامؤاخذة ، في ناس بتاخد أي حاجه ، خيار ، آتا ، قصب مش هاتفرق ، المهم يخرج بأي مصلحه ، وتبقي التجربة السحلية بتلمع وتبرق قدام الناس ، ويفضل متشعبط فيها كانها أمه.

من مميزات السحلية إنها بتتلون بلون الأرض الي عايشة عليها ، نوع من الحماية ، أو نوع من الدهاء ، الأهم إن التلون زاد عن حدة وبقي المقبول في تركيا تحت مسمي الدولة ، مرفوض في مصر تحت مسمي قمع حريات ،له ألف إسم ، وألف عين بتعيط عليه ،إلا إن الشعب المصري البسيط ، أدرك إن هناك من يريد إطلاق السحالي عليه ، إحنا شعب بياكل الحنشان ، مش هايكون صعب عليه أكل السحالي ، معدته حديد قادر يهضم ، إذا كانت حرية التجربة السحلية تستهوي البعض ، جربوها فبيتها ، رجب مش طيب اردوغان يتمني حد يروح يداري علي تسريباته ، وساعتها هاتعرف لما حد يقولك مفيش حاجه إسمها هيبه الدولة ، طلع السحلية اللي جواك وقوله ، إسمها القومية يا أخ ، ولو إنت عاجبك قوي تعيش بين الخيار والفقوس ، غيرك راضي ياكلها حاف ولايقسمها بطريقتك ، أتعلم منك اللعبه وسبقك ، خلاص ،مش هايرضية غير التجربة المصرية ،كفايه سحالي وكفاية ألوان بقي ....وعلي راي الي قال مبروم علي مبروم ....ميرولش.
للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
just_me_didi

Wednesday, March 5, 2014

حتي لا يطير الدبان

تم نشرة علي جريدة الوادي الالكترونية بتاريخ 2مارس2014
المقال علي موقع الموجز اضغط هنا

في ظروف عائلية حزينة إبتعدت عن الأخبار قدر ثلاث أيام ، 
تلمست بعض الهدوء ، بعيدا عن صخب التواصل الإجتماعي وجدليته ، التي إخترقت حدود الأوزون لتفجر في المجرات المحيطه ثقوبا مماثلة ، لن تنصلح بعدها أبدا قط ، تناثرت الكلمات علي أذني ، إستوقفتني بعض الأخبار ، التي إضطررت أن أبحث عن بعضها محاولة للعودة لأرض الحدث :-

إستقالة حكومة الببلاوي ، لم يأخذني الحماس للإستماع ، فلم يعد هناك مسئول يسعدني وجوده ، ولم أعد في إنتظار حكومة تقلب الموازين ، فالحال من بعضة ، الحكومة من المواطن ، والمواطن هو المكون الرئيسي للمجتمع ، وسوبرمان مجرد قصة خرافية ، المسئولين أصبحوا غير مسئولين ، لا فكر ولا مضمون ، ولا خطة ولا حساب ولا قانون ، الكل خائف ، ودائما نحاسب الطرف الخطأ ، منذ بداية تولي شرف الوزارة ، والذي لن أنسي إبتسامته علي الهواء، التي خرجت دون أن يدري ، وهو يقدم بيان إيضاح لأحداث اشتباكات ماسبيرو ، والذي لا أدري ، وحتي الآن ، لماذا تم إستبعاد شرف من الحساب علي حقبته الوزارية ، ولماذا صمتت عنه الهتافات وكأنه غادر بوعد شرف أن يبقي شرف شريفا دائما دون حساب.

الجميع يتحدث عن مشروع الكفته؟ لم اهتم بالبحث سوي بعد أن وجدت الجدل يخص الحديث عن سبق علمي منسوب للجيش ، البعض يؤيدة والبعض ينكرة ،لايعنيني إن كان اختراع الكفته صحيح أم خيال ، فهذا سيظهر قريبا إن كان لنا في العمر بقية ، يعنيني تلك المؤسسة التي يمسك ذيلها المواطن المصري وكأنه إبنا ضالا يرتجي الأمان ، هل يكون هذا هو سلوكها في الإدارة؟ تدور الأسئلة في ذهني لماذا كل هذه العشوائية المزعجة؟ لماذا لايوجد جواب حاسم من مسئول رسمي علي دراية بالملف يظهر بجواب قاطع؟ ولماذا لم يحدث هذا سريعا؟ وما هي الصله الحقيقية للقوات المسلحة بالمشروع؟ ولماذا يتدخل مستشارا للرئيس بتصريحات لاتغني من جوع بدلا من أن يذهب إليهم بالنصح؟ أليس من المفترض أن المستشار يخاطب الجهة الرسمية أولا إن كان يهمه تحسين الأداء؟ عجبت لبلد بحجم مصر الغالية تخلو من مسئول واحد له قدرة علي إستيعاب معني كلمة إدارة ، كثير من العبث غير مفيد في تلك الفترة يا اعزائي.

محلب يشكل الوزارة.. محلب قادم من الخلف ... محلب رجل مبارك...محلب رئيس الوزراء الجديد المتحرك الوحيد في حكومة الببلاوي، ربما لم يحدث فارقا كبيرا ،لكن بشهادة الجميع ، سعي لتحريك المياة الراكده، أول تصريحاته، الببلاوي تحمل مالايتحمله بشر، أغضبني التعبير في بادئ الأمر ، لكن بعد لحظة أدركت معناه ، فلقد نال الببلاوي من الإهانات القدر الأكبر في التاريخ المصري ، قد يستحق أولا فالحكم لمن؟ الحقيقة هو بشر قد تزعجه السخرية التي طالته فترة تولية الوزارة ، وقد تحبطه الإتهامات ، كان المتاح ، وربما لم يقبل غيرة تلك المهمه المزعجه ، أرقد في سلام يا حنفي ، فالآن نحن نستعد لنحرق كارتا آخر ، كان مفيدا في مكانه السابق ، قد لاتراه بنفس الآداء في موقعه الحالي ، فنحن أصبحنا محترفين حرق أوراق ، ومحترفي لعبه يسقط يسقط ، فالكل يخمن ولايميز ماهو الصحيح من الخطأ.

بعد جوله طويله في شوارع القاهرة هذا الاسبوع سألت سؤالا لنفسي، ربما تنجح الحكومة في ترتيب بعض القوانين وتنظيمها لتمنع عشوائية الإدارة ، لكن هل تستطيع الحكومة يوما ترتيب عشوائية المواطن؟  سؤال فقط الأيام تجيب عليه. لا ادري إن كان يعد هاما أن تبقي الحكومة أو لاتبقي ، فالكثيرون إستعدوا لتقبل أسوأ الظروف من وجهه نظرهم ، متمثلة في عدم ترشح السيسي للرئاسة ، والذي عن نفسي أتمني أن يكون هذا قرارة ، برغم الحيرة والخوف المحلقين في الأفق ، يبقي لنا أن ندرك ،أن الحكومة ليست الحل السحري فهي مجرد أفراد تخضع للسيناريو الطبيعي للإنسانية ، البعض صالح والبعض طالح، ولن يكون السيسي منقذا من أي شئ ، إلا إذا كانت هناك معجزة كونية ، تجعل هذا الشعب يعمل من أجل العمل والتقدم ، ويعرف أن المال يأتي مرافقاً للعمل وليس مستبقا له.

عزيزي المواطن: إن كنت تعبر بجوار أكوام القمامة يوميا ، وتلعن الحكومة ، فلتدرك بعض النقاط الهامة، هذه المخلفات يأخذها البعض عليك ،هي مخلفاتك ، تصف مستوي معيشتك وثقافتك ، الدوله مسئولة عن إزالتها أعرف جيدا ، أعتب عليك أنك لاتسهم بخطوات ملموسة لتقلصها ، من سيجد الحلول غيرك سوي مواطن آخر يحالفه التوفيق لحل مفيد وقرار قاطع قابل للتنفيذ؟ لا تنتظر المعجزات وأساطير البطل الخارق ، إلي أن يحدث ، شارك في الحل بأبسط الخطوات ، وإن كان فتحرك بهدوء ، حتي لاتزعج ضيوف القمامة ، فتملأ الهواء فسادا مرة اخري..لنهدأ قليلا حتي لايطير الدبان.

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
https://twitter.com/just_me_didi



Sunday, February 16, 2014

نظرية «هش القطة»

تم نشرة علي جريدة الوادي الإلكترونية وموقع الموجز 13فبراير2014

من منطلق حرصي علي المشاركة الفعلية في إيجاد حلول عملية لمشاكل المواطن والبحث عن مقترحات لتطوير الخدمات الحكومية  ، قررت بإختصار ، وبإلهام من تصريحات السيدة وزيرة الصحة ، بعد حملتها الأخيرة "هش القطة" التي دعت إليها الأطباء ، لدعم تطوير العمل في المستشفيات الحكومية ، طرح أفكاري للسادة الوزراء بمقترحات تساعدهم في اتخاذ القرار وتعميم النظرية ورزقي علي الله

وزارة المواصلات : أقترح علي السيد وزير الموصلات أن يطلق حملة "شي يا حماري " والتي تهدف لتنظيم سير الكارو علي الدائري و الطرق السريعة ، وحملة أخري توازيها خاصة بالتوكتوك تحت شعار "إخطف وإجري" لتحديد الهدف الواضح من معظم التكاتك التي تعرقل خط السير في إنتظار الضحية .. كله قانوني ان شاء الله .

وزارة الشباب: حملة "خد البزة وأسكت خد البزة ونام" بعد الحراك العام للشباب ورغبة الدولة في مشاركتهم في العملية السياسية ، ومن أهم دعائم الحملة السيطرة علي غضب الشباب ، وفتح باب التهدئة ، وإعتبار الحكومة الصدر الحنين ، حتي يتسني لهم نوما هاذئا ،وأحلام سعيدة.

وزارة الموارد المائية والري : أنسب حملة ممكن إطلاقها لتلك الوزارة هي حملة "رش الميه عداوة" وأنا برش المية ، تلقائيا الشعب كلة هايمشي يرش ميه علي بعضة وتنتهي مشكلة الري تماما لأن كل الأراضي هاتنتعش والزراعة هاتزدهر بمياة مرشوشة من المواطن أو بواسطتة ، مشروع مراحيض عامة مفتوح .. الدعوة عامة.

وزارة الإستثمار : هدف الوزارة الأول دعم الإستثمار وجذب المستثمرين ،أقدم لهم المشروع الأكبر في العالم العربي "اللي معاه قرش محيره يجيب بيه حمام ويطيره" ملقاش حمام ممكن يجيب عصافير أو غربان أهو كله طير ، أهم حاجة محدش يطير طائر النهضة تاني لأنه عن تجربة بكرش وطيرانه شؤم...بووومة.

وزارة التخطيط : وزارة لها طابع خاص ، وبمناسبة أجواء الحب والفالنتين ، تنطلق حملة حساسة جدا ، تعمل علي محورين رئيسيين تحت مسمي "إن عشقت إعشق قمر وإن سرقت إسرق جمل" ، ستكون من أهم الحملات لتخطيط مستقبل الشباب ، وحل مشاكلهم ، البلد مليانه جمال ، كل عيش.

وزارة الآثار : حملة "حاميها حراميها" ، نزولا علي تحقيق أحد أهم أهداف الثورة ، قررت الوزارة تطبيق مبدأ الشفافية ، والإفصاح عن سياستها الداخلية ، الإعتراف بالخطأ أول خطوات الإصلاح ومنه تصريح عام بسرقة كل اثار البلد بدون مجهود نحو مستقبل أفضل بكل الأحوال .. مكملين .

وزارة البحث العلمي : تحت رعاية الراحل كمال الشناوي تنطلق حملة "دوّر علية تلقاة" كانطلاقة لخطة جديدة للبحث العلمي فإذا كانت عينيك شيفاة ، وبرضوا بتدور ، تبقي غبي طبعا ، ومالوش لزوم توجع قلبك وذلك في تحول واضح لسياسة الوزارة للحث علي دعم البحث العلمي وتغيير مسارة .

وزارة التضامن الإجتماعي : هاطرح عليها حملتين ، الأولي "حملة عشانا عليك يارب" ودي خاصة بأطفال الشوارع و الأسر الفقيرة ، أما حملة "الشاطرة تغزل برجل حمار" ودي سيتم توجيهها للخفض من نسبة البطالة ، مبادرة سهلة ان كل الي مش لاقي شغل يتحمس ويستغل الموارد الطبيعية.

وزارة الإعلام : تحت شعار "تراعيني قيراط أراعيك قيراطين وتشوفني بعين أشوفك بإتنين" بعد كل العثرات التي يواجهها الإعلام المصري ، والاهتمام بتقديم إعلام مستقل ، متجاوزين كل المشاكل التي يعترض عليها المشاهد وحفاظا علي المصداقية ، وإتقاءأ لشر "البرنامج" حد عارف ليه ليه ليه ليه ليه؟

وزارة الداخلية : في ظل إستهداف رجال الشرطة مؤخرا ، تنطلق أكبر حملة تأمين عبر التاريخ ، معنية بالحفاظ علي أرواح الظباط والمواطنين تحت شعار "نشنت يا فالح" ، وتعتبر حملة غير مسبوقة ، مجهزة بأعلي اجهزة الأمان المطروحة والموظفة عالميا وستكون خطة العمل مبنية علي قاعدة "الموت علينا حق".

وزارة الدفاع : تحية وتقدير لوضوح الرؤية والبعد عن المراوغة فشعار المشروع القومي "من حق الكبير يتدلع" وذلك بعد تطبيق المشروع الأول "ياسيسي أمرك أمرك ياسيسي" وبنجاح ساحق ، جدير بالذكر أن وزارة الدفاع تبقي الوحيدة المتماسكة وتعمل تحت شعار "سيبك منهم ده مفيش غيري".

تاريخنا مع التصريحات الحكومية الكوميدية غريب ، أنعم علينا في وقت سابق وزير تموين يقترح عمل المحشي بلسان العصفور ، وخالد الذكر رئيس وزراء مشروع قوطونيل ، ناهيك عن الريس صاحب نظرية "صوابع زينب" ومن قبلهم ، أطلق مبارك إفيه "عبّارة من اللي بيغرقوا" أول شرارة غضب ادركناها لاحقا ، عالم أخر يعيش فيه المسئولين في الحكومة ، وكأن قطار التعليم فات وعدي ، ويكأنه مكتوب علي المواطن المصري تطبيق قاعدة "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا" ، سؤالي لأي حد ممكن يجاوب "هما دول ناس زينا" ؟ في انتظار الحملة القادمة من وزارة الصحة بمعاونة جهاز تنظيم الأسرة تحت شعار "بوس الواوا" .

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
https://twitter.com/just_me_didi


بلال فضل: عصير الكتب و عصير الليمون

تم نشرة علي جريدة الوادي الإلكترونية و موقع الموجز 6فبراير2014


“يا ســـادة ، قبل أن تفتحوا أحضانكم للعالم ،إفتحوا أحضانكم للشعب ،فماذا يستفيد الإنسان لو كسب العالم و خسر شعبه !!؟” من كتاب أليس الصبح بقريب للكاتب بلال فضل ، فضلا دعني أحدثك بنفس الطريقة التي استخدمتها في صياغة مقالك الأخير ، هذا كتابك يا عزيزي وتلك كلماتك "كيف الحال".

أنت معترف أن هناك شعب يحتاج لمن يحتضنه (مينفعش حد يقولة إنت نور عنينا ولا إيه؟) أم كنت تفضل وبصيغة مختلفة أن يكون (كلة بالحب؟) والأصل هو إختيار الشعب ، تعرف جيدا كيف تؤثر المشاعر ، وإن لم تعرف فعليك بسؤال (سيد العاطفي) ، ومن نفس الكتاب أعلاة عن غضب الشعوب "هو غضب لو امتلكناه لصرنا أقوياء في نظر أعدائنا دون الحاجة إلى خطابات رنانة ولا تشنج ولا مزايدات ولا كذب على النفس ، وكفى بالكذب على النفس عدوًا مبينا” الا تجد تلك الكلمات تذكرة لكل من لا يري موقف الشارع من التيارات الاسلامية عامة والإخوان خاصة ، والتي تسببت في الوصول لما نحن فيه الآن ،لن اذيد عليك سوي كلماتك لا تكذب علي نفسك ، أم تحب (أكذب عليك).

 “كلما رأينا أحداً يسقط ضحكنا من الأعماق دون أن ندري أننا مُعَرضون لمثل هذا السقوط.” ، “أنا آسف لأننا لم نعد نرحم أحدا ثم نسأل : لماذا لا يرحمنا الله ؟” وأيضا “كلما أشعر أننا أصبحنا أقل تعاطفا مع ضعف غيرنا من البشر و مع عثراتهم كلما ضاقت فسحة الأمل” من كتاب ست الحاجة مصر ، ربما أنت لا تعرف موقفي من هيكل ، إعتبرني "ندلة" ودعني أسألك ، لماذا هذا الكلام عنه الآن ، ألم تحارب سنوات من أجل حرية التعبير ، أم هي مجرد كلمات تأتي وقت الحاجة ثم تنسي وتبقي لنا المواقف "عايمة" وغير مفهومة.

“من بعيد يبدو للرائي أن هناك صراعاً عميقاً وحاداً وعنيفاً بين نظام الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين، لكنك لو أمعنت النظر وتأملت في كيفية إدارة هذا الصراع طيلة عهد الرئيس مبارك لاكتشفت أن السر الأول لبقاء نظامه قوياً وصامداً هو جماعة الإخوان المسلمين نفسها.” وفي فقرة اخري “نعم نجح إضراب ستة إبريل، لأن الدنيا كلها لم تسمع عن إضراب فاشل تحشد أقدم دولة بوليسية في العالم من أجله كل ضباطها وجنودها ومخبريها الشرطيين والصحفيين والبرامجيين والجامعيين.” كتاب حتي مطلع الفجر ، ومع هذا أنت دعمت صورة لنفس النظام الذي عارضتة ، هل حقا صَدَقت الناس ،أم أن "الباشا تلميذ" علي الساحة بعد كل هذا العمر ؟

“لا أفهم كيف يكون لجميع مسئولي الدولة عين وهم يتحدثون عن الوحدة الوطنية في نفس الوقت الذي قام الحزب الوطني بترشيح عدد قليل جداً من الأقباط فقط في مصر بحالها، إلا إذا كان مفهومهم للوحدة الوطنية هو أن يشعر الأقباط بالوحدة في وطنهم.” كتاب حتي مطلع الفجر ،وما رأيك في الإرهاب الموجة للكنائس حاليا؟ فعلا سيدي الفاضل المصريون شعروا بالفزع لان ارضهم كانت علي وشك ان تُسرق منهم علي يد من هم "وش إجرام" ، وأنت أول العارفين "اللي بيسرق بيروح فين؟" مارينا قطعا ، أم أنت تذهب إلي الواحات.!

"السكان الأصليين هم أولئك الذين يتحملون شقاء بلادهم، أولئك الذين يركبهم حرامية البلد بشكل أو بآخر ولكن لا ينكسرون خشية انكسار البلد" كتاب السكان الأصليين لمصر ، كل من قرأ هذا الكتاب بعد الثورة سأل سؤال واحد ، كيف نُشر هذا الكتاب في 2009 عصر القمع الذي ساهمت في إسقاطة ،لتدعم النظام الذي بشهادتك كان سبباً لقوة نظام مبارك! تناقض غير مقبول سيدي ، أنت "الرجل الغامض بسلامتة" والذي لا ادري كيف له عده أوجه ،وهو صاحب قلم مرموق ونكن له إحترام ، هؤلاء السكان يفضلونها "سبايسي" يا عزيزي.

تابعت كثيرا برنامج "عصير الكتب" واعتبرته نقطة مضيئة في حياتنا ، فالكتاب أضحي عدو الشعوب في زمن السوشيال ميديا ، كنت استبشر بك خيرا وأنت تسعي لتشجيع الشباب علي القراءة ورفع الوعي ، وفجأة ، خذلتني ! ، كيف لهذا المبدع الضاحك صاحب "حاحا وتفاحة" أن يلقي بنفسة علي باب الفتوح الذي لم يكن سوي ظلال جديدة وسط مجموعة من المتشددين! أنت حر فيما تفعل لكن دعني أنصحك بصفتي "واحد من الناس".

ها أنت ذا خرجت من الشروق ،ومقالتك التي لا تحتمل هذا الصخب ، نُشرت في كل البقاع ، هل لك أن تراجع نفسك ،إفتح حسابك البنكي وتفكر ، كيف أنت بعد "حرامية في كي جي تو" وكيف نحن بعد عصير الليمون؟ لا تكون "خارج عن القانون" الشعبي ، إترك لهم حرية الاختيار ،هو مصري سعيد بشقائه ، عد لإبداعك فعصير الكتب أفيد كثيرا من عصير الليمون.

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر:

https://twitter.com/just_me_didi

Sunday, February 9, 2014

حرية التعبير وشراب الشعير "تشرب بيرة"

تم نشرة علي موقع الموجز الإلكتروني بتاريخ 10فبراير2014 
"ماء + شعير + خميرة" معادلة سهلة ، طبقا لموسوعة الويكيبيديا "البيرة" أو شراب الشعير مذكور في سجلات التاريخ في مصر القديمة وفي العراق ، بمعني أنه عربي المنشأ ، كالعادة الحاجة أم الإختراع ، مؤكد أن هناك عدة أسباب لظهور البيرة ، فبعض الدراسات أثبتت أنها أستخدمت كدواء ، لأنها تقتل العديد من البكتيريا في الجسم ، وعلماء ذكروا أن الشعوب قديما أهتموا بالزراعة لضمان إستمرار إنتاج البيرة وليس العكس ، وقد تسببت في دعم إستقرار المجتمع بشكل عام حول مناطق الزراعة قبيل ما يقرب من 20الف عام ... في النهاية كانت لها أهميتها مثل الطعام ، وأصلها عربي ودعمت الإستقرار ، لا تتعجب عزيزي القارئ ، فأنت أمام شعب صاحب مزاج.

الرغبة في الضحك والإبتسام طبيعة لا يمكن تجنبها ، خفة الدم سمة يتمتع بها المواطن المصري ، فمثل ما اخترع البيرة ، اخترع النكتة ، حتي وصلنا لمرحلة السخرية من صورتنا  في المرآة ، أسمع أحد القراء يسأل ، وما العلاقة بين هذا الحديث وذاك؟ ، وأقول أنا ، البيرة والسخرية بينهم إرتباط ضمني من قديم الأذل ، وخاصة لمن يشرب البيرة ذات تركيز الكحول الأعلي ، ليحصل علي الحد الأدني من السُكْر ، فيدخل في حالة مختلفة فيها بهجة ، علي حد تعبيرهم ، ولماذا الحاجة دائما الي محفز للبهجة ، سؤال يَعْبُر فِكري دائما ، الإبتسامة في حياتنا أصبحت في حاجة مستمرة للدعم ، والمزاج دائما حافز جيد إذن ، لك حرية الإختيار ،إشرب "بيرة" ، أو شاهد "البرنامج".

في الحالتين أنت تبحث عن الحالة ، وتشتريها بمقابل ، فتشتري الشراب ، وتشتري الضحك عندما تفتح التلفزيون لمشاهدة الكوميديا في أي صورة ، هل يعي المواطن المصري أنه أصبح وسيلة لأكل العيش؟ ، فهو باب رزق للعديد من المذيعين والممثلين ، الكل يبحث عن الحدث الساخر ، هل تستطيع السخرية دعم إستقرار الوطن ،كما زعم البعض عن تاريخ البيرة؟ ما أراه الأن صاحب الحدث الذي تقوم عليه السخرية وهو المواطن ، يزداد فقرا ، بينما يسبح القائمون علي صناعة السخرية في نعيم الفضائيات ، دولارات كانت أو يوروهات ، العلم عند الله .

عودة "باسم يوسف" و "البرنامج" ، أثارت حالة من الجدل والصراع بين المشاهدين ، البعض يري الحلقة صارخة ، والبعض يراها تحفة فنية ، وأنا أضعها تحت عنوان "عاد ليحترف" ، باسم يوسف ، الطبيب سابقا ، ومن وجهة نظري مبدع  و محظوظ  ، إمتهن السخرية ، له كل الحق في الإختيار ، الجمهور له كل الحق أيضا في القبول أو الرفض ، علامات إستفهام جالت بخاطري ، لماذا كل هذا الخلط بين برنامج كوميدي وبرنامج إصلاحي؟ لماذا لا يعترف الساخرون أنهم يمتهنون السخرية؟ ولماذا يسمح شباب مستنير أن يصنع تابوهات جديدة ، في عصر نزعم أنه كسر الكثير من التابوهات؟ هل يعترف كل طرف بالمساحة التي يتمتع بها الآخر من حرية التعبير ، إذا كانت مهنه يتقاضي عنها المال ، فهو مستفيد ، هل يمكن الإكتفاء بالبرنامج مرآة للمجتمع ، لماذا الإصرار علي تجاهل بيت القصيد وهو "اكل العيش".

كنت ولا زلت لا اجد من يصيغ بجدية تعريف واضح للشعار الدائم حرية الاعلام وحرية الرأي و حرية التعبير ، ضمن متطلبات الثورة ، حتي الأطراف التي علت الهتاف مطالبة بها لا تستطيع منحي تعريف علمي دقيق ، فتجد من يريد التعبير عن الرأي بما يتناسب مع أفكارة وقناعاته ، بينما يرفض حرية تعبيرك عن الرأي بما يخالفه ، البعض شن حربا شرسة لجعل البرنامج منارة للقيم ، رغم كل التجاوزات اللفظية والإيحاءات في المحتوي ،  وهناك من يعتبر حرية الرأي مفتوحة لكل ما هو أخلاقي أو غير أخلاقي ، وكأن حياتنا معمل للتجارب ، وهناك من لايقبل أي تجاوز ويرفض مصطلح للكبار فقط ، فالجدل الجديد سيكون لتعريف ما هو اخلاقي او غير أخلاقي وتستمر حالة الدوران في فلك الشعارات.

كانت الحاجة الملحة لصناعة "البيرة" ، قديما سببا في التنمية والإستقرار ، لماذا لا تكون السخرية حافز بالمثل؟ لا اعتقد أن أهمية البيرة العلاجية كانت أول أسباب إستخدامها ، بل كان السبب هو أهمية الحالة المزاجية التي تصنعها ، فمذكور تاريخياً كونها شريك في العادات والمناسبات الإجتماعية قديما للشعوب ، والسؤال لماذا لا نجد من العقلاء من يتدخل ليستغل الحاجة المُلحة للسخرية ويحولها إلي دافع إجتماعي للتغيير ، علاج للفيروسات الحية في المجتمع ، مزاج مبهج نخرج منه أحيانا بحالة من السكر فتنسينا ألم المعيشة ، بينما آخرون يساهمون في حل السلبيات بدلا من تبادل الإتهامات؟ كل ما أرغبة أن يكون التخصص حلا ، لا تجعلوا من "البرنامج" اكثر من كونة برنامج كوميدي ساخر ، فيفقد قيمتة ويفقد إبداعة ، وتفسده التقييمات والصراعات السياسية والمجتمعية.

إذا سألت الشيوخ من الفلاحين لأفادوك ، إذا أطعمت البعير القمح ، زاد وزنه و إعتاد الكسل ، أما إذا أطعمته الشعير ، خلا جسمة من الشحم وإزداد نشاطاً ، فهل يبقي لنا من فائدة الشعير ما يجعل فينا نشاط ، فالبسمة نشاط وراحة ، فليشاهد البرنامج من يشاهد وليقاطعة من يقاطع ، وتكون حرية التعبير وحرية الإختيار سواء ، وليأكل باسم عيشة من الإبتسامة لا أكثر ، ورجاء أن لا تنافقوة ، وإبحثوا عن القدوة في من يستطيع أن يتحمل عبء الحرية والأخلاق معا ، لصناعة مستقبل اكثر أملا وأكثر أخلاقا وإبداعا ، إتركونا لإلتقاط الأنفاس ،فكما قال هاموشير لعبدوس الوزير "البعير هلك".


بقلم : دعاء سليط ....في 10 فبراير 2014
للتواصل عبر تويتر
https://twitter.com/just_me_didi


Thursday, February 6, 2014

عندما لا نأكل الشيكولاتة

تلك التي تمنحك كل الأحاسيس لحظة انصهارها في الفم، حالة من السعادة كأنها أجنحة تحلق بك بعيدًا.. كأنك تقع في الحب لأول مرة، ابتسامة هادئة في ثغر تحمل شفاه علامة سمراء من بقاياها، يُقال أنها تحافظ على القلب – أشك – فهي تزيد من ارتجافه.

كيف لنا أن نترك كل هذه الأحاسيس، فقطعة واحدة تدفع الدم دفعًا إلى شرايينك، هذا الدفئ الذي يتسلل إلى الأنامل مثل المرة الأولى في حضن يحتويك، تلك الرائحة التي نقترب منها لنأخذ شهيقًا وكأنه النفس الأخير في الحياة، هذا الملمس الحريري وكأنها بشرة الأطفال.

أصلها مُر.. نعم فتلك الشيكولاتة الداكنة، أجملها وأفيدها وأرقاها، لكنها صعبة المذاق، هكذا الأشياء الثمينة دومًا، تكون صعبة الاقتناء، نعاني حتى نعثر عليها، ونبتغيها رغم مُر مذاقها.. غريب هو الإنسان في علاقته بالأشياء وحبها.

هل هناك بديل ليحقق نفس الإشباع، لا أعتقد فتلك الحاله لا تتحقق بدون المُشبع، فقط دون غيره، كم هو مؤلم جدًا أن تمضي الأيام ونحن لا نعرف طعم الشيكولاتة ، والأصعب أن نعرفه جيدًا لكن تمنعه عنا الحياة، فنشتهيها ونلتزم الصمت.

البعض في عشقها مخمور حد الإدمان، رغبه ملحة كالمخدر تسري في العروق، النشوي تملأ المشاعر، ويبدأ السفر بعيدًا إلى لا مكان سواها هناك، عالم من الخيال والسحر، يغيب ويبقى الشعور بالاحتياج الذي لا ينتهي.

قطعتي المفضلة، قالب الشيكولاتة الداكنة الذي لم أتذوقه، أحتفظ به ولا أقربه، أفتقد حلاوتة ومُرّه، والطاقة التي يمنحني إياها، هالة الضوء التي أرتقي معها إلى عنان السماء، تلك المشاعر التي تندفع في الروح ورائحه البهجة.

عندما لا نأكل الشيكولاتة تغيب تلك المشاعر، وتختفي السعادة التي تمنحنا إياها، تحزن الشفاة ويصمت اللسان، تسأل الأنامل أين تلك اللمسات الناعمة، يفقد القلب دقة ويرقد في سكون، ربما يخفت الضوء في العين أحيانًا، ونفتقد المُر منها ولو لاذع.. الحال ليس ببعيد، في الحب أيضًا، فلون عينيه ولون الشيكولاتة سواء، ودفء قلبه ومر طعمه منه دواء، وخدر المشاعر أقوى من الإدمان.. هكذا افتقدهما معًا.. فقط يحدث عندما لا نأكل الشيكولاتة.


نشر هذا المقال في الوطن الالكترونية بتاريخ 3فبراير2013

Thursday, January 23, 2014

جمهورية بمبوزيا ونظرية العوالم الاخري

هناك في العوالم الأخري هذا البعد السادس عشر تجد بمبوزيا ، جمهورية تفتقر إلي كل شئ ماعدا الفتي ، نعم صديقي العزيز ، ليس غريباً أن تري عينك شيئا وينطق لسانك أشياء اخري ، فاذا كان حاصل ضرب 5 في 20 يساوي 100 في بمبوزيا طبيعي جدا أن يكون الناتج 3،حقا وصدقا ، وإن كانت نعم تعني نعم فالبتأكيد في قاموس بمبوزيا تعني "لا يا من كنت عفيفي" ، كل شيء في بمبوزيا يختلف حتي الوجوة والأصوات ، حتي فصول السنة ، فتجدهم يلبسون الحرير وأنت متجمد من البرودة ، يبكون وأنت تشاهد علي الشاشة الطف مشاهد إسماعيل يس في فيلم الأنسة حنفي .. لحظة ..هم بالفعل الآنسة حنفي بذات نفسها .
من أجمل المشاهد التي تستطيع ملاحظتها في جمهورية بمبوزيا مذيع نشرة الأخبار ، فهو رائع فيما يتلوه عن الدول المجاورة ، تلك المخيلة التي تأتيني بالمعجزات ، كيف استغل الصحراء الشاسعة التي يطل عليها من كاميرا خاصة تراها عينة فقط ليتحدث مبدعا عن أحداث في العوالم الأخري ، وكأنك تسمع أحدي نوادر جحا وحمارة ، فعلا المهنية البمبوزية التي ينطقون بها هناك لم أري لها مثيل علي مدار حياتي .
بالقطع الإعلام البمبوزي بثقافته الفائقة النظير تجدة يسرد عناوين تخص الإستفتاء في مصر وكأنك تشاهدة من مقعد خاص في مستشفي المجانين ، علي سبيل المثال أن المقاطعة وصلت لنسبة تخطت ال90% ، بينما تناولت فروع وكالات الانباء في بمبوزيا المشهد المصري بشكل مختلف فتجد العناوين الرئيسية شبح الموت يخيم علي الاستفتاء المصري والكبري منهم كتبت تضارب أنباء الإقبال على الإستفتاء وشكوك بالتلاعب ، أما وكالة بمبوزيا الخاصة وهي الاكثر إبداعاً "رصدت" أعظم عنوان في وصف فرحة المصريين بالاستفتاء "مصر  تحت القصف" حتي الاذاعة لم تستطيع ان تتجاهل اللون الاسود التي تراه في كاميرات بامبوزيا الصحراوية التي تبث اجواء الاستفتاء المصري.
كافة مدارس الصحافة والاعلام العالمية التي تخًّرج منها الفطاحل أثبتت أنها تحمل الجنسية البمبوزية دون الافصاح ، فتلك الجموع علي أبواب اللجان لم تستطيع "رصدها" سوي العين المصرية وأعلامها ، فلم تشاهد أعين المراسل البمبوزي كان أو القنصل الخاص به في مصر تلك الحشود ، برغم أنها رأت السيدات ترقصن في الشوارع وصنفتهم كما يراهم شيوخ بمبوزيا الكرام بالراقصات.
في بمبوزيا كل شئ مختلف حتي التاريخ كتبه ابو التاريخ علي احدي ورقات البفرة ، كم أنت عظيم ايها البمبوزي تخطيت كل اقواس قزح لتعيش في احد تلك المجرات التي تشاهد منها تلك العوالم الاخري خارج عالمك من هذا الشرخ الصغير في أوزون كاميراتك! عزيزي المواطن البمبوزي دمت لبمبوزيا ودام لك إعلامها ولو دامت لك ما راحت لغيرك .... خد فيشار

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
https://twitter.com/just_me_didi



دعاء سليط تكتب : فول السياسيين العظيم

مشهد فلاش باك ... مكياج هزلي رائع للمبدعة سهير الباروني ...تعبيرات وجه في منتهي الكوميديا لمحمد هنيدي ..وتبدا الأغنية: "دخل الحرامى وانا نايمة ..شوف قلة ادبو..شد الضفائر وانا نايمة..شوف قلة ادبو..قرب عليا وانا نااايمة..شوف قلة ادبو...خد منى بوسة وانا نايمة..شوف قلة ادبو".



كلمات سطحية جدا جعلتني أفكر! لماذا لم تقوم الست سهير الباروني بغنائها كاملة حتي يتسني لنا أن نعرف ماذا إستطاعت أن تفعل مع هذا الحرامي الذي استسلمت له ليتسلل هكذا؟ 

مشهد فلاش باك آخر في دراما الواقع .. قرأنا جميعا بيان الإخوان المسلمين الذي إدعي البعض أنه يحمل إعتذارا عن أخطاء الماضي (شوف قله ادبو) ، لا أدري كيف تعتبرون هذا البيان إعتذار عن خطأ فأنا لم اجد فيه أي شكل من أشكال الأدب كان عبارة عن سرقة جديدة لمجهود من خرجوا صدقا في غيرهم هذا ما شعرت به ،فالتكبر يجعل الكل مخطئ في نظرهم كي يستطيعوا الإعتذار (شوف قلة ادبو) ،نعلم جيدا أن رؤية الكثيرين إهتزت عن 25يناير ولكن هناك قاعده واحدة شئنا أم أبينا لن تتغير (المواطن) الذي خرج طوعا ،سواء هناك من خان أو غدر ، بقي هو الباحث الوحيد عن حقه في الحياة، لم يخطئ فهو صدق أسطورة الحرية التي لم يخبرة أحد حتي الآن كيف وأين يعثر عليها.

دخل الإخوان علي ميدان التحرير وسمح لهم الجميع بذلك (شوف قله ادبو) لا ادري لماذا استسلم من لهم خبرة مع التاريخ وعلي دراية بنواياهم وحلم التمكين ، بالفعل اتبعوا سياسة الإستحسان كما في غنوة الست سهير ، فتركوا الحرامي يدخل ويتوغل ويقترب ويشد ضفائر البلد ، وهم في وضع واحد لا يتغير ، حتي مر العام تلو الآخر ، البعض علي إستحياء مستنكرا (شوف قلة ادبو) ، حتي قاموا بركوب الدولة وصولا لرئاسة الجمهورية.

لا ادري متي وأين كانوا صادقين ، فأنا لازلت أذكر الجُمل الخالدة ، طظ في مصر وأب لكل المصريين وتركنا بعض الدوائر لرموزنا الوطنية ، ولن نشارك في مظاهرات 25 يناير ، إجتماعهم مع الجنرال ،إبتسامة شرف في احداث ماسبيروا (شوف قله ادبوا) ، مرحلة لن نقوم بترشيح أحد لرئاسة الجمهورية ،إلي أن وصلنا لأحداث مجلس الشوري وتعديهم علي المتظاهرين ، إنتهي بنا الحال إلي أحداث الاتحادية وجبنة نستو يامعفنين ، حدث ولاحرج عن أفعال متناقضة (قلادة النيل) وأحداث متعارضة (الإعلان الدستوري الإحتكاري) لاتمت للوطنية بصلة ،ومع ذلك هناك من العقول إعتقدناها مستنيرة أيدت وشجعت وباركت (شوف قله ادبو) هذا التنظيم طوال الوقت .

في ذكري ثورة 25يناير ، تناسي البعض أن هذا الميدان كان جزء من عموم ، فماذا لو لم يساندهم المواطنون الباحثون عن الحرية؟ ماذا لو لم تصمت الأغلبية؟ الكل شارك ضمنيا في الحدث ، من واتته الشجاعه إندفع وسط الميادين ، ومن لم تواتيه إلتمس الدعاء لهم ، ومن إختلف معهم إستسلم لإرادتهم في التغيير ، أستثني من هذا الطامعون في الوصول للسلطة علي أكتاف الطامحين (شوف قله ادبو) ، بعض الفصائل لم تتعلم الدرس ، وتزامن مع إصدار بيان الإعتذار المزعوم ، طرحهم لدعوات تحمل شعاراتهم بجوار شعار الاخوان في دعوة لوحدة الصف ، ويفاجئني تظاهر بعض الفصائل التي إدعت إنها تدعوا لليبرالية مع الاخوان أيضا (شوف قله ادبو) ، بينما تخرج علينا أغنية نمرة فيغردها  البرادعي ، وينضم الألتراس للأحرار برعاية غير معلنه من فصائل عدة من الاسلام السياسي ،ويغيب عن المشهد هذا الثابت في محله المواطن.

حكومة غريبة الاطوار ، سياسيون كانوا أم أكاديميون ، الكل تارك الكل يعبث ، تواطؤ أم جهل ؟ لا أعلم ، صدفه في مؤتمر عالمي لفظ إعتذار ، عروض للمصالحة الوطنية ، حوارات عن عدم الإقصاء (شوف قله ادبو) ، ولو كانت حاسمة لما استطاعوا إطلاق مثل هذا البيان المسف ، متجاهلين كل سوابقهم المخزية ، فما أحد أضر بتلك البلد أكثر منهم ، حتي أرباب ال30 عاما تركوا البعض يحيا ، هم الحرامي الذي سرق مجهودات الجميع ثم رفع في وجههم السلاح (شوف قله ادبو) ليسوا وحدهم بل كل من سهلها عليهم بصمته.
الي الفصائل التي تود ان تعيد التحالف مع الإخوة أملا في ثورة جديدة علي الطريق (شوف قله ادبو) ،انظر حولك ، فهناك من أعلن انكم لن تستأثروا القرار وحدكم ، احذروا تجاهلهم مرة اخري ، فانتم لن تحتملوا معركة شعب قادر علي البقاء ، السادة السياسيون العظام ، لولا تخاذلكم (شوف قله ادبو) ، لما رأينا هذا البيان وما استطاعوا ان يتبجحوا ليتحدثوا فيه عن المؤامرات والإرهاب والفاشية ، هل تصدق أنهم تحدثوا عن إنكار الذات! صدمتني الكلمة و لا يسعني إلا ان أغنيها بعلو الصوت (شوف قله ادبهم).


للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
just_me_didi

Thursday, January 16, 2014

دعاء سليط تكتب عن فرح الاستفتاء: عقبال عندك ياست كوثر

الله يمسيكي بالخير يا ست أم فاروق.. ميعرفش سعيد صالح إن جملته البسيطة علي المسرح ستصبح عنوان لمقالي اليوم ، رنت في وداني وأنا بتفرج علي حاله البهجة الي نقلتها الشاشات وشفتها بنفسي علي أبواب لجان الإستفتاء ..فرح أيوه فرح ، الناس إتعاملت مع اليوم علي هذا الأساس ..إنت مش واخد بالك دول ناسك وشعبك ..مش مصدق بص تاني كده! قرب وشك .. أمي وأمك وجارتي وعمتي ومراة الحج فتحي جاري ..مين ده؟ الحج فتحي بنفسة سبحان الله كانوا فين دول ؟

أنت متهم إذن أنت موجود ، حال المواطن المصري من ثلاث سنين بس هو قدر يثبت بيها بقاؤة علي الأرض دوما ، إما متهم بالجهل أو السفه أو إنه فل الفلول ..إيه الحكاية؟

أنا أقولك إيه الحكاية : ببساطة الناس عملت اللي أنا توقعتة من سنتين رفضونا كلنا وقبلوا المكان الآمن الوحيد بالنسبة لهم ، إنت بقي تقولي الفلول تقولي عنب إنت حر ، دي مشكلتك إنك مش عاوز تفهم ، ولا عاوز حتي تفكر إذاي ممكن تاخد خطوة تساعدك ، الجاهل والعجوز طلع له صوت قادر يخلي الكل يسمعه ،مش لازم تكون الدنيا ماشية صح ، ولا لازم أكون أنا شايفاها صح علشان أسنده و أقف في صفه أنصفه ، واقوله جهلك مش سبب أعايرك بيه ..جهلك ده فشل ليا ، مقدرتش أعلمك ولاصوتي وصلك ، فبدل ما أفهمك قللت قيمتك ، قمت رديت لنا القلم ميه.

مش عاجبك كلامي ، صح ، أنا سامعاك بتقول عليا إيه ومش زعلانه ،إنت بس مش واخد بالك ، أنا بحاول أنصحك عاوزاك تعرف إن الموج العالي بيغُّرق ، وإحنا وقفنا قدام الموج ومميلناش ، الناس دي مش أي حد ، دول عايشين في أكحل الظروف ، و لسه عارفين ياكلوا ويشربوا ويتكلموا في الموبايل ، كل واحد لقي لنفسه مسار يحفر فالحياة ، انت مخدتش بالك إنه قوي لأنك دافعت عن ضعفه ، فمعجبوش طريقتك لفرض سيطرتك عليه ، قام واكلنا كلنا قلم محترم ، ونزل يرقص فالشارع فرحان بانتصاره عليك ، وإنت لسه في مكانك للأسف لا عارف تبقي معاه ولا هاتعرف تبقي عليه لو مغيرتش تفكيرك ، ضيعت علي نفسك فرصة ، لو مش عاوز تفرح معاهم إفرح لهم.

اقولك سر هاتستغرب إني رافضة السيسي رئيس وعندي إعتراضات بالكوم علي الدستور ومستنية في يوم حق اللي راح ..أيوه...أحلفلك! بس أنا من بدري بقول حق الي فات مش هايجي غير باللي جاي ، والي جاي مش هايجي غير بخطوة و لو نص خطوة انا موافقة ، بس اخدها وسط الناس ، وان كنت شفت ظلم فات ، اوعي تبقي ظالم ،إن كان غيرك لقي لنفسة سكة معاهم ، يبقي تقف قدام مرايتك وتشوف إنت لقيت إيه يوصلك ليهم بالعكس انت رفضتهم وهمشتهم بالعافية ، زمان كانوا مهمشين بمزاجهم ، شوف سكتك وراجعها يمكن تلاقي لنفسك مكان جديد جنبهم.

فاضل شئ محيرني ، فين الاصوات الرافضة؟ ليه معلتوهاش؟ حد منعك تشارك ؟ حد منعك تقول لأ؟ فين الاتجاهات السياسية الي كسرت الدنيا في يناير وفي يونيو! إنت دعمت المعزول ووقفت إتصورت وراة ، فين صوتك فين لأ ؟ كان واجب لو قادر تقول للناس ليه لأ وليه مقاطع وليه مبطل ليه لأ؟ خايف! طب صوتك كان عالي إزاي؟ فين الاعلام والصحف الي ياما كتبوا مانشيتات السقوط ؟ خايفين ؟ ولو خايفين بتشتغلوا ليه مناضلين؟ متعرفوش إن النضال صديق الإعتقال؟

آخر كلامي ابتسامة بفتكرها في العيال كبرت اكتر مسرحية كوميدية واقعية شفتها في حياتي فيها كل حكم الحياة ، هو ده الي حصل ، العيال كبرت ، وطلع سلطان الفاشل هو البطل الحقيقي للرواية ، مع إختلاف زاوية الرؤية وتبديل الأماكن ، سلطان بتاعنا المواطن الفاشل في نظرك هو بطل مشهد النهاية ، حتي لو فضلت شايفه فاشل عمل اللي هو عاوزه حتي لو غلط ، هو بس حب يقولنا أنا موجود فوقوا ، حد فاق؟ لا محدش ، عزيزي سلطان واخواتة عزيزتي ام كوثر والست ام فاروق الف مبروك .


المقال منشور علي جريدة الوادي الالكترونية بتاريخ 15يناير2014

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
just_me_didi