Wednesday, March 5, 2014

حتي لا يطير الدبان

تم نشرة علي جريدة الوادي الالكترونية بتاريخ 2مارس2014
المقال علي موقع الموجز اضغط هنا

في ظروف عائلية حزينة إبتعدت عن الأخبار قدر ثلاث أيام ، 
تلمست بعض الهدوء ، بعيدا عن صخب التواصل الإجتماعي وجدليته ، التي إخترقت حدود الأوزون لتفجر في المجرات المحيطه ثقوبا مماثلة ، لن تنصلح بعدها أبدا قط ، تناثرت الكلمات علي أذني ، إستوقفتني بعض الأخبار ، التي إضطررت أن أبحث عن بعضها محاولة للعودة لأرض الحدث :-

إستقالة حكومة الببلاوي ، لم يأخذني الحماس للإستماع ، فلم يعد هناك مسئول يسعدني وجوده ، ولم أعد في إنتظار حكومة تقلب الموازين ، فالحال من بعضة ، الحكومة من المواطن ، والمواطن هو المكون الرئيسي للمجتمع ، وسوبرمان مجرد قصة خرافية ، المسئولين أصبحوا غير مسئولين ، لا فكر ولا مضمون ، ولا خطة ولا حساب ولا قانون ، الكل خائف ، ودائما نحاسب الطرف الخطأ ، منذ بداية تولي شرف الوزارة ، والذي لن أنسي إبتسامته علي الهواء، التي خرجت دون أن يدري ، وهو يقدم بيان إيضاح لأحداث اشتباكات ماسبيرو ، والذي لا أدري ، وحتي الآن ، لماذا تم إستبعاد شرف من الحساب علي حقبته الوزارية ، ولماذا صمتت عنه الهتافات وكأنه غادر بوعد شرف أن يبقي شرف شريفا دائما دون حساب.

الجميع يتحدث عن مشروع الكفته؟ لم اهتم بالبحث سوي بعد أن وجدت الجدل يخص الحديث عن سبق علمي منسوب للجيش ، البعض يؤيدة والبعض ينكرة ،لايعنيني إن كان اختراع الكفته صحيح أم خيال ، فهذا سيظهر قريبا إن كان لنا في العمر بقية ، يعنيني تلك المؤسسة التي يمسك ذيلها المواطن المصري وكأنه إبنا ضالا يرتجي الأمان ، هل يكون هذا هو سلوكها في الإدارة؟ تدور الأسئلة في ذهني لماذا كل هذه العشوائية المزعجة؟ لماذا لايوجد جواب حاسم من مسئول رسمي علي دراية بالملف يظهر بجواب قاطع؟ ولماذا لم يحدث هذا سريعا؟ وما هي الصله الحقيقية للقوات المسلحة بالمشروع؟ ولماذا يتدخل مستشارا للرئيس بتصريحات لاتغني من جوع بدلا من أن يذهب إليهم بالنصح؟ أليس من المفترض أن المستشار يخاطب الجهة الرسمية أولا إن كان يهمه تحسين الأداء؟ عجبت لبلد بحجم مصر الغالية تخلو من مسئول واحد له قدرة علي إستيعاب معني كلمة إدارة ، كثير من العبث غير مفيد في تلك الفترة يا اعزائي.

محلب يشكل الوزارة.. محلب قادم من الخلف ... محلب رجل مبارك...محلب رئيس الوزراء الجديد المتحرك الوحيد في حكومة الببلاوي، ربما لم يحدث فارقا كبيرا ،لكن بشهادة الجميع ، سعي لتحريك المياة الراكده، أول تصريحاته، الببلاوي تحمل مالايتحمله بشر، أغضبني التعبير في بادئ الأمر ، لكن بعد لحظة أدركت معناه ، فلقد نال الببلاوي من الإهانات القدر الأكبر في التاريخ المصري ، قد يستحق أولا فالحكم لمن؟ الحقيقة هو بشر قد تزعجه السخرية التي طالته فترة تولية الوزارة ، وقد تحبطه الإتهامات ، كان المتاح ، وربما لم يقبل غيرة تلك المهمه المزعجه ، أرقد في سلام يا حنفي ، فالآن نحن نستعد لنحرق كارتا آخر ، كان مفيدا في مكانه السابق ، قد لاتراه بنفس الآداء في موقعه الحالي ، فنحن أصبحنا محترفين حرق أوراق ، ومحترفي لعبه يسقط يسقط ، فالكل يخمن ولايميز ماهو الصحيح من الخطأ.

بعد جوله طويله في شوارع القاهرة هذا الاسبوع سألت سؤالا لنفسي، ربما تنجح الحكومة في ترتيب بعض القوانين وتنظيمها لتمنع عشوائية الإدارة ، لكن هل تستطيع الحكومة يوما ترتيب عشوائية المواطن؟  سؤال فقط الأيام تجيب عليه. لا ادري إن كان يعد هاما أن تبقي الحكومة أو لاتبقي ، فالكثيرون إستعدوا لتقبل أسوأ الظروف من وجهه نظرهم ، متمثلة في عدم ترشح السيسي للرئاسة ، والذي عن نفسي أتمني أن يكون هذا قرارة ، برغم الحيرة والخوف المحلقين في الأفق ، يبقي لنا أن ندرك ،أن الحكومة ليست الحل السحري فهي مجرد أفراد تخضع للسيناريو الطبيعي للإنسانية ، البعض صالح والبعض طالح، ولن يكون السيسي منقذا من أي شئ ، إلا إذا كانت هناك معجزة كونية ، تجعل هذا الشعب يعمل من أجل العمل والتقدم ، ويعرف أن المال يأتي مرافقاً للعمل وليس مستبقا له.

عزيزي المواطن: إن كنت تعبر بجوار أكوام القمامة يوميا ، وتلعن الحكومة ، فلتدرك بعض النقاط الهامة، هذه المخلفات يأخذها البعض عليك ،هي مخلفاتك ، تصف مستوي معيشتك وثقافتك ، الدوله مسئولة عن إزالتها أعرف جيدا ، أعتب عليك أنك لاتسهم بخطوات ملموسة لتقلصها ، من سيجد الحلول غيرك سوي مواطن آخر يحالفه التوفيق لحل مفيد وقرار قاطع قابل للتنفيذ؟ لا تنتظر المعجزات وأساطير البطل الخارق ، إلي أن يحدث ، شارك في الحل بأبسط الخطوات ، وإن كان فتحرك بهدوء ، حتي لاتزعج ضيوف القمامة ، فتملأ الهواء فسادا مرة اخري..لنهدأ قليلا حتي لايطير الدبان.

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
https://twitter.com/just_me_didi