Tuesday, June 10, 2014

دعاء سليط تكتب: فتاوي وعكاوي "علل يا شيخ برهامي"

المقال منشور علي صفحة الموجز ...
السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤



اقتل مراتي ولك تحياتي، البوس علينا حق، وقبل ما تقتل تسأل الأول، دي مش أسامي أفلام، دي أحداث جارية، واختصرتها للتخفيف، دي عناوين بعض الفتاوي التي أطلت علينا في الأيام الأخيرة، يبدوا أن البعض يسبح في صينية كبيرة تختلط فيها الفتاوي بروائح المطبخ المصري، صينية عكاوي محترمة مفروشة بالفتة والمكسرات، شبه الصورة الشهيرة للشيخ غنيم، لوحة فنية من الهُبر علي مائدة الشيوخ، حتى الفتاوي أصبحت طبيخ، لماذا في هذا التوقيت بالذات تخرج فتوي بخصوص الاغتصاب وكأننا نعيش حالة من الاغتصاب الجماعي في الشوارع، هل هذا معقول؟ أين المنطق يا سيدي؟ حتي الأخبار عن سوريا أصبحت متضررة من أحاديثكم الهابطة، أتخيل أن سوريا بكل ما فيها ستواجه الفتوى نفس الاستقبال الحافل الساخر الذي قام به معظم المصريون حين إعلانها.


حيرة وتخبط ذهني يصيب الجميع مع هذه الفتاوي، بالتأكيد لايمكن إنكار وجود سند فقهي في الموضوع، يمكن التبحر فيه مع المختصين من أهل الفقه في حينه، ومش ده المهم، يهمني الآن إيجاد سبب واضح أو حدث مهم يستلزم تلك الفتاوي ، حاجة مجتمعية مُلحة تستلزم توجيه الناس، وإلا ما فائدة الفتوى ؟ الجو العام مشتعل والأحداث ليس لنا عليها من سلطان، وإذا بهم يفجرون إبداعهم في وجه الكل، وكأنه بمب العيد، مولد ياسيد يابدوي _ بالمناسبة السعيدة مبروك يا سيد يابدوي رئاسة حزب الوفد علي التوالي _ الكل يعمل بدون كتالوج ، كلام منطلق بدون فرامل ، وكأنها مقصودة! هل ممكن تكون تلك المتاهة مقصودة؟ علل يا شيخ برهامي؟


يادوب أحاول التقاط الأنفاس من فتوى المغتصبون، وإذا بي علي الريق اليوم ، وفتوى جديدة ، البوس ليس فيه من الزنا وإنما من الفاحشة، في الحقيقة الواحد فرح، ومؤكد أن البوس شاحح في الأيام دي، أي نعم واجهوا الحقيقة، من سنين طويلة محمد صبحي كان هايدفع 20ألف في بوسة ، دلوقت الدنيا اتغيرت ، جت لنا من السما ، وأصبحت زلة لسان فرصة شعبية لانطلاق حملة بوسة لكل مواطن ، هي دي المصالحة المطلوبة ، ياللعجب ، هل هناك ذرة عقل تجعل الشيوخ تفكر في الكلام قبل اطلاقة؟ هل هؤلاء الأفاضل عايشين معانا هنا على نفس الأرض؟ قال الشاعر في الإعلان إياه "عشان لازم نكون مع بعض عشان شيلانا نفس الأرض" مش شرط أبدا يكون في إشارة تسهل للناس تبوس بعض ، دول بيتلككوا يا شيخ ، فقد الجميع تعقله ، واقع لاتخطئه العين.


أعوام طويلة نرصد فتاوى المتبرعين بالفتوى من التيارات الإسلامية ، وعن نفسي أرى معظمها منبثقة من مطبخ واحد ، فطلبات السادة دائما على موائدهم كاملة الدسم ، كوارع - عكاوي – فتة وكبسة وضاني ، وكأن الحياة عندهم تبدأ وتنتهي علي فراش واسع أوله وأخره، شد ظهرك يا شيخ الليلة طويلة، وإحنا ذنبنا إيه إذا كان معظمهم يملك من الشرعي أربعة؟ نظرة لله يا شيخ للمجتمع ؟ الناس تايهة وأنتم لا تهدون ، الشكوى عامة من عبث مجتمعي ، وتحرش جنسي، وانفلات أخلاقي ، هل تتخيل أن تعليق عن "البوس" في هذا التوقيت مفيد؟ البعض الآن يتحدث عن "إحنا في أمان لحد الفرج يا عزيزي" ، كده إحنا في حدود الفاحشة ، الشيخ قال ده مش زنا ، وزينب قالت من غير شنب.

أما عن "عكاوي" الإعلام فحدث ولا حرج ، ليس من المعقول تفويت الفرصة لفرقعه إعلامية ، بالقطع لازم نتكلم في موضوع الفتوي اياً كانت أضرارة ، أيوه نلحق قبل البرنامج التاني ولا الجرنال إياه ما يمسكة ويرغي فيه وياخد السبق ، مش مهم المجتمع طبعا ، المهم الثورة ، لا لا أعتذر ، خطأ مطبعي ، مفيش أي حاجه مهمة ، المهم "العكاوي" تستوى، أكل العيش حلو، وأنا معنديش مانع علي الإطلاق إنك تاكل عيش ، لكن لا تّدعي أنك من المصلحين ، وتوقف عبث سيمفونية المجتمع ، والقيم الأخلاقية ، وميثاق الشرف ،والسبكي ، وهيفا ، حتي وزيرة الإعلام طالما احترمتها غيرت التاريخ ، وممكن أصحى الصبح الاقي نفسي رجعت لحقبة الملك فاروق وأنا مش حاسة بقرار من وزارة الإعلام.

ياسادة الفتوى هي قول الفصل والتنظيم ، التمييز والتنوير ، ليست مجال للحوار ولا الاسترسال حتي لو محتواها صحيح ، هل فكرتم في التوقيت المناسب للقول من عدمه؟ هل هناك فائدة واحدة تخرج علينا من هذا العبث؟ كلمتي المعهودة لأصدقائي "سبوبة" كله شغال فيها ،إعلام ودكاترة ومحاضرين وفتايين ، ولا عزاء للصالح العام ، تعرف إيه عن المنطق ؟ من الواضح إنه لا أحد يحمل من المنطق شئ ، لا من يدعون الانتماء الديني ، ولا من يهللون لإصلاح الإعلام ، ولا من يدُعون الليبرالية والمهنية ، ولا من يتحدثون عن الحقوق ، وقت الجد تكون الإجابة ، تم اجتزاء الكلام من موضعه ، ويخرج لنا بعض المُريدين لتفسير الماء بالماء ، أيوه الماء يابني وبالإنجليزية تعني "Water" اكتبوها يمكن تنفعكم.

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
just_me_didi

No comments:

Post a Comment