Sunday, March 8, 2015

عاشت روز وغرقت تيتانيك




محاكاة لفلسفة الحياة للكل متمرد عنيد .. لا تترك حلمك يقتلك

الفتاة الحالمة (روز) المتمردة علي المجتمع الأرستقراطي المقيد لأحلامها ، كانت التقاليد هي السياج الذي منعها الشعور بالسعادة ، رغم كل ما يحيط بها من بريق ، تعلق قلبها بجاك الرسام المقامر والمغامر الذي لحق بتيتانيك في لحظة حالفه فيها حظة العثر ، هو الحلم الذي أنقذها من لحظة يأس قررت فيها الإنتحار ، ليقنعها أنها تملك حرية الإختيار معه فتثور علي سطوة المجتمع ، لتعيش الحياة بطريقة ترضاها وتملك فيها قوانينها الخاصة دون قيودها السابقة ، جاك هو الحلم الذي منح (روز) سببا للحياة ، وكانت هي له الحياة التي بذل كل ما يمكنه من جهد ليحافظ عليها ، من لحظة وقعت عليها عيناه ، إلي تلك اللحظات الفارقة بين الحياة والموت حينما قررت السفينة أن تتخلي عن صلابتها وتستقر في قاع المحيط ، هذا المشهد المهيب الذي تعالت فيه الصرخات ، بينما تمسك جاك وروز بأملهما الأخير في البقاء معا ، علي طرف هذا اللوح الخشبي  الهزيل حتي إختار هو الرحيل لتبقي.

كانت تعرف (روز) أن الفرصه ضئيلة لحياتها وحياة من تحب معا ، ربما يكون الإختيار الأصعب أن تختار بين الحياة والموت ، لعل الأقدار تسوق لنا أحيانا ما تجبرنا علي قبوله حتي لو لم يستوعبه العقل ، راقبت (روز) هذا الحلم يتلاشي في إنصات شديد وسط سكون البقية الذي إبتلع المحيط أحلامهم ، وغلبتهم أمواج اليأس التي تعصف بكل أنفاس الحياة ، كانت علي وشك الإستسلام التام لتلقي مصير الآخرين ، لكنها إختارت أن تقاوم لتبقي وتستمر ، لتخرج إلي الحياة مرة أخري ، وتتزوج وتنجب ، ويحمل وجهها من التجاعيد ما يحمل بينما يبقي في القلب ملامح هذا الحلم الذي لم تستطيع الأيام أن تطمسه في قلبها ، ولنا أن نتخيل كيف كانت حياة هذه السيدة التي أتتها الفرصة مرتين لتحمل من الأحلام ما يمكن وما لايمكن تحقيقة ، فهل تخلت (روز) عن حلمها حينما تركت يد جاك ليستقر في أحضان المحيط؟ هل أسقطت الذاكرة هذا الحلم حين خرجت من الماء لحياة أخري في لحظات الإختيار؟

يتخيل البعض أن السعي لتحقيق الأحلام يأتي بالتمسك بها حتي الموت ، أو الموت معها سعيا لتحقيقها ، بينما تكون المشيئة في التخلي عن الحلم في لحظة ، يخرج منها حلما أكبر برونق جديد ، علي هذا اللوح بعد أن أدركت (روز) رحيل الحلم ، كان القرار أن ترحل معه ، لكن جاك الحلم الذي منحها فرصة الحياة يستحق أن تحمل له ما يجعل لرحيله قيمة ، إختارت أن تسقط حلما لتحيي به حلما آخر فاختارت الحياة ، غرقت تيتانيك سفينة الأحلام رغم كل ما بذلوه في تجهيزها  ، قالوا عنها سفينة لا تغرق ، معيار وحيد لم يؤخذ في الإعتبار يدعي القدر ، غرقت تيتانيك بقوتها ومبالغاتها ، وعاشت (روز) لتحقق حلما أكبر من أحلامها التي حطمتها صخور الجليد ، عاشت لأن الحياة فيها مايستحق ، ولأنها وعدت أن لا تتخلي عنه أبدا ولأن الأحلام تستحق أن نحسن إختيار القرار ، ولأن الأحياء فقط هم من يستطيعون الحلم.

Monday, June 30, 2014

طابور الصباح "القصير قدام والطويل ورا"

المقال منشور علي الموجز الجمعة 27يونيو2014 ..



منذ فترة أعكف علي تجنب برامج التوك شوز إلا صدفة، أصبحت تهدد خطراً واضحاً على حياتي الصحية وعلى ثقافة بناتي الصغار، فأصبح البديل متابعة برامج القنوات الكارتونية الخاصة بالأطفال، في الحقيقة لم يختلف الوضع كثيراً، فأصابني إحباط آخر، فما بين شاودر و تنانين برج و بين الوحوش التي تتحدي الفضائيين والأخ أنجلو، تضيع العقول، ابنتي الصغيرة تتحدث لغة غير التي نمارسها في العامية المصرية فتجيبني بنعم، وتسألني بهل تودي يا أمي ، في الحقيقة لا أعترض على اللغة في حد ذاتها، لكن الثقافة بمجملها، لا أستطيع فهم المادة الكارتونية في حد ذاتها؟ ولا أعرف كيف يستفيد بها طفل في عمر البناء الفكري! وحدث ولا حرج عن كمية العنف التي تبث في ذهن الطفل ... في هذه اللحظة فقط فسرت أمام نفسي مشاهد الاشتباك التي دائما أتدخل بفضها بين بناتي العزيزات.

أذكر حدث علي سبيل الخطأ في صباح يوم ليس ببعيد ، وقعت عيني على مذيعة تجلس علي دكة خشب وتجمع حولها بعض الأطفال وكل طفل في يده كتاب يحاول أن يقرأ منه، ويتلعثم ، وتصحح ، لم أفهم ما هو المطلوب ولا لماذا يظهر طفل في هذا العمر علي الشاشة أمام كل أصدقاؤة لا يقرأ جيداً ، بالتأكيد هو سعيد بظهورة علي شاشة التلفزيون ، وبالتأكيد يخبر الجميع أن ينتظروا إطلالة مميزة ليسعد معهم ، فبدلاً من أن يتباهى بظهوره، تجده خجلاً ، وربما نادماً ، وبدلاً من أن ينمو طفل جديد في رحاب التلفزيون كأطفال كثيرون شابو نجوماً لاحقاً ، فنحن نكسر الطموح والأمل والموهبة معاً ، بالتقليل من شأنه.

الخطأ ليس في عدم استطاعة الطفل القراءة جيداً على الإطلاق ، لكن الخطأ الحقيقي يكمن في مجموعة عمل كاملة ، معد ، ومذيعة ، ومخرج ، غير مهنيين ، وفي دائرة أكل العيش ، لايهتم منهم أحد بصنع برنامج أطفال على مستوى مناسب ، أبسط ما فيه ، احترام عقول الأطفال وطفولتهم ، ، تلك المشاهدات كانت في الفضائية المصرية ، صباح يوم جمعة منذ عدة أسابيع ، وانتظرت لأعرف اسم المذيعة المبتسمة ، فلم يأتي ، بل اختصروا وبدأوا أغاني دينية استعداداً للصلاة ،والمذعج أنه بدت لي الصورة وكأنة درس خصوصي لمجموعة أطفال متأخرين دراسياً ومدرسة أكثر منهم تأخر.

التلفزيون المصري الرائد ، وهذا ما يزيد الحزن حزناً ، كانت ماما نجوى ببساطتها وبابا ماجد بأفكاره وثقافته ،عمو فؤاد ، إلى بوجي وطمطم ، عفاف الهلاوي و سينما الأطفال ، التي جمعت جيل بأكملة صباح كل جمعة في انتظار ما تعرضه السينما من أفلام عالمية وعلى مستوى يرقي بداية من الأطفال وصولاً للمراهقين الذين كانوا يخفون متابعتهم ولا ينتهي حرصهم علي المتابعة أبداً ، والسؤال الآن: تلك الأسماء وغيرها أضاءت استوديوهات ماسبيرو لم تقوى على تربية جيل جديد يحمل ربع جينات الإبداع والفكر التي حملوها ؟ لم يستطيع أحدهم علي الأقل ، تسليم الراية لجينات من نفس لون ونوع الجيل القادم ، تتحدث نفس اللغة؟ ولا مذيع واحد في ماسبيرو يستطيع أن يقدم برنامج أطفال يرتقي بفكر الطفل ، ولا جهة واحدة قادرة على إنتاج برنامج أطفال مصري ، لن يرقي طموحنا إلى قناة كاملة ، تسحب المتابعة من القنوات التي أرى بشكل أو بآخر أن نتيجتها ستكون طمس ملامح الطفل المصري لاحقاً ، بل ابتدأت بالفعل ، وبدت واضحة في كلمات يشكوا منها الجميع...ماذا بعد؟

أين مدعي العناية بالمرأة والطفل ، أين هذا المجلس الذي يسعي علي مشاكلهم ، أين مراكز الطفولة ، والاتفاقيات الدولية ، واليونسكو وأي يونسكو آخر محلي أو دولي مهتم بالأطفال ، هل يدرك أحد أن الإعلام أصبح مؤثراً لدرجة تفوق الطعام والشراب ، الحياة أيها السادة لم تعد تملك تلك الأولويات التي ولى عليها الزمن وبليت بمرور الوقت ، فتغيرت المفاهيم ، وأصبحت المواجهات شرسة ، الطفل إن كان يهتم أحد ، هو البذرة لزراعة المستقبل ، تركناهم لبرامج تافهة ، خالية من المضمون حتي الترفيهي ، تعمد بالغ في تفريغ العقول ، توجيه للعنف دون

أدني سبب ، السم في العسل بكل صورة ، يضحوا شباباً ، ثم نشكوا من أفكارهم الشاردة ، وتخليهم عن الأخلاق ، ثم نشكوا تعنتهم ، ثم نلعن من طلب التغيير ، ونترك من لعنه .

من المؤكد بالنسبة لي أن تلك البلد لن تتقدم خطوة ولو صغيرة دون إعادة ترتيب الأولويات ، ولن يدرك المسئولين هذا حتى يتغير مضمون طابور الصباح الذي بني علي قاعدة واحدة ، "القصير قدام والطويل ورا" عزيزي المسئول فلتعلم جيداً أن المطلوب الآن أن يكون ترتيب طابور الصباح كالتالي "الصالح قدام والطالح ورا" ....ارحمونا يرحمكم الله

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر


just_me_didi

Thursday, June 26, 2014

أهل إسكندرية في النملية


تم نشر المقال علي الموجز الالكتروني 27/6/2014 ...
"قراءة تحليلية من ضلفة النملية"
بعد جدل بين تصريحات زيد وعبيد ونطاط الحيط ، قولا واحدا مفيش مسلسل "أهل إسكندرية" في رمضان ، الكلمتين هنا مش عن المسلسل ، لكن عن كلام قرأته أمس بخصوص أكل العيش ، ونظرا لانني من الناس الي بتفضل دائما بقاء اقدامها علي الارض ، اعتبروا ما يلي هو مجرد قراءة تحليلية من داخل النملية ...
بالرجوع قليلا الي السنه الماضية وفشلت تجربة "الزوجة التانية" وتصريح علا غانم ان المسلسل فشل بسبب عمرو واكد ، وبسبب ظهورة مع طوني خليفة في أول رمضان الماضي وطرح أفكارةه السياسية التي رفضها غالبية الجمهور المصري  ، بجانب خفوت أداؤه في المسلسل ، (لمبة عمر واكد غير متوهجه) هكذا قالت . بينما رد عمرو واكد علي النقد الموجه له عن المسلسل في أحد حواراته أنه آخر مرة شاهد الزوجة الثانية منذ 15عام ولايتذكر اداء شكري سرحان في الدور وهو مثل الرواية وليس الفيلم؟ هل تصدق يا عزيزي؟ ازعم ان الفيلم ياتي مرتين في اليوم احيانا فلا يمكن عدم التعثر به بحال من الاحوال فالتبرير غير موفق.
لم يكن حال بلال فضل أكثر أو أقل تفضيلا ، فهو كان من المقربين إلي المشاهد ولا ينكر احد عليه إبداعاته ، ولا ننكر أيضا أن الجمهور هو الوحيد القادر علي صناعة النجوم ، وهو القادر علي قتلها بالمثل ، وأظن أن مسلسل "الهروب" وهو آخر ما عُرض لبلال وبطولة الرائع كريم عبد العزيز لم يحظ بالنجاح المرجو برغم إتساق أحداثة الإجتماعية والسياسية مع الواقع ، فحظي بلال فضل علي مثل ما حصل عليه عمرو واكد من استنكار ،تصريحاته السياسية استقبلها البسطاء برفض علي نطاق واسع ، حيث شعروا أنه خذلهم وسحب منهم حق تقرير المصير الذي هو بنفسه ينادي به.
أما بسمة فحدث ولا حرج ، بالتاكيد زوجة عمرو حمزاوي بعد كل تصريحاته ومواقفة الأخيرة ودعمه للاخوان لن تستطيع أن تحظي بشئ مغاير ، هذا ما لا اعرف لماذا لايدركة البعض ، والأغرب من ذلك أن هناك تساؤلات بلماذا ؟ يتخيل البعض ان هذا لايحدث في امريكا لكنه يحدث فعليكم البحث التاريخ حافل.
عزيزي القارئ في اي حته ... نظرية المنع مرفوضة بالنسبة لي جملة وتفصيلا ، حجب عمل ابداعي أي كان محتواة وشأنه ، ولا يمكن أن أتخيل بعد كل ما تخطيناه ، يأتي الخوف من شخصية ممثل مغضوب عليه جماهيريا ، بالعكس اذا كان هناك صانع لهذا الحجب ، فهو قدم أعظم خدمة في التاريخ للأسماء الثلاثة ، واتبع المثل الشعبي القديم "جت تكحلها عمتها".
بسمة ، عمرو واكد ، بلال فضل ...ثلاثي مختلف في توجهاته السياسية ، مجتمعين في عمل واحد ، رفضهم المشاهد قبل السلطة ، ودة رأيي ، واذا كانت بداية الحديث عن اكل العيش فهم سيواجهون جميعا رحلة عودة صعبه جدا مشروطة بمحاولة مصالحة مع المشاهد تحتاج الي الكثير من التفكير ، فلن يستطيع احد منهم الترويج لمشط كبريت ، ولن يفكر منتج في تحمل تلك المغامرة مرة اخري ، قبل ان يمنحه المشاهد الموافقة والذي هو نفسة المواطن الذين يعملون لأجله ،  فالمطلوب منهم خلق مساحة من التفاهم مع العامة لتصحيح حاله الغضب التي يحملها البعض تجاههم، بالتاكيد لا اطلب تغيير المفاهيم أو النفاق علي الاطلاق من حق كل فرد ان يحتفظ بتوجهاته وأفكارة السياسية ، وبرغم أني لا استبعد نظرية المنع – الذي ارفضه تماما - الا أني أتحدث من زاوية أخري وهي زاوية الحدث نفسه ، الفظاظة التي اتبعها جميعهم في التعبير ، الاحتكار والتحقير وعن الرأي اتحدث ، هم يواجهونها الان بنفس المقدار ، الكثير من سوء الصياغة وعدم التوفيق في التعامل مع مجتمع غاضب البعض منهم يشاهدهم وهو لايحمل قوت يومه ويصب غضبه عليهم وعلي إدعائتهم بأنهم يدافعون عنه وفي نفس اللحظة يعتبرون اختياره تخلف وجهل!!
والعجب العجاب إن بعض الأصوات التي تبكي منع المسلسل تتضرع يوميا الي الله لتنزل الصاعقة علي رأس اصحاب رأي مختلف عنهم مثل الهام شاهين او حسن يوسف....ونرجع نكلم الناس عن الحريات ........
الحرية في النملية يا أستاذ ..... 
عوض عليا عوض الصابرين يارب.



للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر

just_me_didi

الواد مسك المقص


لن أنسى أني أول مرة شاهدت هذا الفيلم كنت في السوبرجيت والطريق كان طويل وشدتني الفكرة برغم تكرارها، إلا أني من محبي كوميديا عادل أمام رغم خروج بعض المشاهد عن النص أحيانا، لكنه مشهد محفور في الذاكرة لايمكن تخطية للرائع "حسن مصطفي" و فرحته وابتهاجه بابنه اللي هو "الواد محروس بتاع الوزير"، تعبير رائع وفكرة عبقرية من يوسف معاطي، تجسيد "للأفورة" أي المبالغة في الصغائر داخل مجتمع بسيط ريفي خرج منه مجند ليكون "شماشيرجي" للوزير في لحظة ليستمر في الصعود إلى أن يصل لمجلس الشعب.
يومياً المشهد في ذهني ، أضحك ساخرة ، مجتمع خلف خلاف، وخصوصاً عبر الأجواء الفيس بوكية والتويترية و السوشيال ميدياوية بشكل عام، وربما موجود في الشارع لكن "إن الله حليم ستار"، مع نافورة الأخبار المستمرة الصغيرة أو الكبيرة تسمع رد الفعل حولك "الواد مسك المقص"، حالة من الهيافة الغير عادية في التعامل مع كل الأحداث علي كافة الأصعدة، اجتماعي ،سياسي ، اقتصادي ، كروي .
تصحي الصبح تقرأ أول خبر يقابلك "السيسي يقابل ملك السعودية في الطيارة" وإذ فجأة ينزل التتر ويبدأ المشهد، أكشن، " الله أكبر ...محروس مسك المقص، الواد مسك المقص"، لحظة ... متفهمونيش غلط، المعجزة في هذا التتر إنه بيستخدم مع كل الاتجاهات، المؤيد الطايح، والمعارض البايخ، الكل ماشي بلا هدى، أيوه والله بلاهدى ، فأي حاجة عند الطايح تستحق الإشادة حتي ولو واجب ، ويقابلها أبوخ بواخة من البايخ أنه معترض علي طول الخط ، لدرجة إنه لو سمع إن السيسي بيشرب ميه الصبح ، هاينزل نفس التتر بنفس المزيكا، لا عقل ولا فكر ولامضمون.
الفيلم فيه مشهد تاني عبقري ينطبق علي نفس الحالة، وهو بيحكي عن الطلقة اللي صابت صباعه والبطولات اللي عملها وشجاعته وهو بيهدد الولد المعتدي وبيقوله "اضرب ياله اضرب ياله"، بشوف الحواديت دي كل يوم ، لدرجة أني تخيلت حياتنا اتحولت لحواديت بيحكيها "المحروس" وهو ع المصطبة ، والباقيين مذبهلين اذبهلالاً في الاستماع للمعجزات اللي بيحكيها ، وهو مستمتع في الضحك علي العقول حتي لو قالهم أنه طلع عليه الغول ،وكأن مفيش مخلوق واحد عنده عقل في رأسه يعرف بيه خلاصة ويميز أي تمييز بين المعيز والجميز، حيث الأول نقول فيه دعاء الركوب والتاني نأكله.
المحصله يا صاحبي، إن كل الأشياء فقدت قيمتها ، ومقامها وجديتها ، وكل واحد عاوز بلد علي مزاجه وحكومة علي مزاجه ، وثورة علي مزاجه ، ده في ناس مش عاجبها مزاجه نفسه ، تحس إنهم ماشيين علي دماغهم بالمشقلب وخلاص ، كأنه هدف ، دي بلد مش جمباز يا كابتن ، حاجة تفرح بقي عندنا ناس شغالة بالزمبلك (اللي مش عارفه اكتبها بالنون ولا بالميم)، أول ما تسمع كلمة "السيسي" تشتغل في نشيد الصباح ، سواء الخبر حلو ولا وحش ، هنشوف المشهدين بحذافيرهم ، كمان أتخيل في ناس منتظره حتي تتمحك علي أول تلات حروف من الاسم علشان الزمبلك يشتغل يادوب تسمع حد بيقول "سيــ....... " وهووووب "الواد مسك المقص" بس مرة المقص هايكون أبيض يقص شريط ، ومرة هاتسمع إن المقص اسود ومش شرعي ، الحالة دي زي ما وصف "محروس" في الفيلم بالظبط في تعريف طلقة الصوت وإنت بتقول "يا أبو الفتوح ...قبل ما تقول أوووح دي تكون الطلقة طلعت في الأوووح"
وطبعا مش ممكن أنسي الفضل الكبير والقدوة اللي بتقوم بيها بعض الأجهزة في الدولة وأهمها، الإعلام والداخلية، اللي أصبح أهم شعار عندهم وغالباً هايتم تحويله لمادة دراسية العام القادم ، تحت مسمي "تعالى في الهايفة واتصدر" ووارد يدرسهالنا الواد "محروس" بذات نفسه ، وساعتها هاتكون "الأفورة" أكاديمية ومدروسة ، تتكلم عن ملصقات ماشي تتكلم عن قرش البحر وماله ، تتكلم عن الطيارة ميضرش ، عن البن البرازيلي وأعمل لي فنجال يا حج ، وكله كوم و"أفورة" المليونيات اللي ماليه شوارع البلد كل يوم علي شاشة "المحروس" القطري الكبير حدث ولا حرج، فين دول؟ "اضرب ياله" ، فإذا كان ده حال مؤسسات تفتكر اللي قاعد فاضي يعمل إيه؟ يا عزيزي البلد كلها أصبحت "الواد محروس بتاع الوزير" .
وقبل مانقول سلام ... هل نسيت أن تقول "الواد مسك المقص النهاردة" ولا قلت؟

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر @just_me_didi



Tuesday, June 10, 2014

دعاء سليط تكتب : طوابير البهجة

المقال منشور علي موقع الموجز ...
الجمعة ١٦ مايو ٢٠١٤


علي أنغام العود للفنان "أحمد إسماعيل" ، أنصت جيدا لأغنية السيدة أم كلثوم "أنا الشعب" ، كان في ضيافة ليليان دواود علي شاشة ONTV ،ساهم غناؤه الهادئ التبحر في معانيها ، رأي الحضور في الاستوديو أنهم يكتشفوها من جديد " أنا الشعب أنا الشعب لا يعرف المستحيلا ولا ارتضي بالخلود بديلا بلادى مفتوحة كالسماء تضم الصديق وتمحي الدخيلا" كلمات قوية حماسية ، في حقبة تاريخية مملوؤة بالاحدث ، إخفاقات ونجاحات ، ومع ذلك إسمع وتمعن ، في تلك القوة الممثلة في الكلمات ، بكل تأكيد مستمدة من قوة من تمثله ، الشعب المصري .

لاحقا وفي حوار مسترسل يتسم ببعض الحيرة حدثني صديقي الشاعر "أحمد شبكة" عن البهجة المفقودة والبحث عن بهجة ،عجبا صاحب قصيدة شعب البهجة يبحث عن بهجة ، كتب الشاعر بالعامية (آه يا شعب البهجة يا غاوي السلام ، تستحق البهجة ، دي اللي مش حرام ، والكلام لمّا يكون مش محترم ،ترفضه وتفرض عليهم الاحترام ) كانت نفس الافكار تجول بعقلي أين البهجة ، وأين نحن منها ، الساخرون في كل المواقف ، وسط كل الضغوط تخرج البسمة ، لكن بصعوبة هذه الايام نلتقي والبهجة.

بعد أيام قليلة وعلي صورة اليوم الأول للتصويت لإنتخابات رئاسة الجمهورية للمصريين بالخارج ، وأغرقتنا البهجة أنا وصديقي الباحث عنها ، لم يخطئها عين ، طوابير البهجة تتحدث أمام السفارات والقنصليات في العالم ، مهرجان من البهجة ، هم العظماء ، أغلقوا صفحة قاسية من التاريخ ، وقرروا إتباع بصيص من الأمل للمستقبل ، خطوات ثابته ، قرارات حاسمة ، أيا كان الاختيار ، البهجة الحقيقية ، حرية إتخاذ القرار ، مهما كان ، حتي المقاطع حر القرار ، بهجة الفخر ، بهجة الشعور بالعظمة ، بهجة تحديد المصير.

اليوم شعب البهجة تحدث الي العالم ، قائلا وحدي أملك تحديد المصير ، رغم الإحباطات ، والتناحر ، والاختلاف ، يبقي لنا نحن ، تبقي لنا هويتنا ، درس قاسي لكل من راهن علي المصريين بالخارج ، محاولة ناجحة لرأب الصدع ، بهجة يستحقها المواطن المصري ، وسط غيوم السياسة ، لايعنيني من هو الرئيس القادم ، وأبتهج بذلك ، لايعنيني أن البعض لازال غير مستعد لركوب قطار المستقبل ، سنحسن معاملته حتي يعود ، ستتخذ البهجة خطواتها كطفل يحبو إلي المستقبل ، كما تحدثت الصور اليوم ، وبكل بهجة قالت "أنا الشعب".

طوابير البهجة تلك علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث ، ثورة جديدة علي طريق الحرية ، حسم الشعب المصري تلك الجولة لصالحة ، سنختار مهما كانت الظروف والمخاطر ، لن نتوقف في عبوث نترحم علي أطلال مضت ، لن تنكسر إرادة التغيير ، قد يراها البعض لا تلائمة ، نستمحية عذرا ، يوما ما ستقودنا تلك البهجة لتوافق حتمي ، بشرط واحد ، أن تبقي مصريا خالصا ، ولاؤك الوحيد لمصر ، وليس غيرها ، فيما عدا ذلك ، قرارك غير مشروط .

عن الحرية بدأت الخطوات ، فلا تعاتبوا من إستغلوا حريتهم ، فلن يمنحك إياها أحداً ، هذا ما لم ولن يجعلونك تعرفة جيدا ، فقط قرر أن تستغل حريتك ، وستبهر العالم ، طوابير البهجة تحدت العالم ، بكل حضارة وبكل حضور ، يبقي هذا الشعب مُعلما ، دامت لنا مصر التي نعرفها ، ودام كل من صنع لنا بهجة اليوم ، كل من ألقي في قلبي أمل ، وكل من رسم علي وجهي ابتسامة ، وسنستكملها في الداخل بإذن الله ، ستكتمل البهجة خلال أيام ، إجعلوها تستمر ، إستبشروا خيرا فلقد عبرنا ما هو أصعب بكثير ، وبقينا فوق كل الإختيارات .

وختاما فلتقرأوا شعب البهجة من جديد ، فهي تستحق ، والشعب يستحق ، ونحن نستحق ولو قليل منها حتي تبقي هي العادة وليس الاستثناء وختاما وبكل بهجة تحيا مصر.
لينك قصيدة شعب البهجة 
شعب البهجة لشاعر البهجة @ahmed_shabaka
للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
just_me_didi

دعاء سليط تكتب: فتاوي وعكاوي "علل يا شيخ برهامي"

المقال منشور علي صفحة الموجز ...
السبت ٢٦ أبريل ٢٠١٤



اقتل مراتي ولك تحياتي، البوس علينا حق، وقبل ما تقتل تسأل الأول، دي مش أسامي أفلام، دي أحداث جارية، واختصرتها للتخفيف، دي عناوين بعض الفتاوي التي أطلت علينا في الأيام الأخيرة، يبدوا أن البعض يسبح في صينية كبيرة تختلط فيها الفتاوي بروائح المطبخ المصري، صينية عكاوي محترمة مفروشة بالفتة والمكسرات، شبه الصورة الشهيرة للشيخ غنيم، لوحة فنية من الهُبر علي مائدة الشيوخ، حتى الفتاوي أصبحت طبيخ، لماذا في هذا التوقيت بالذات تخرج فتوي بخصوص الاغتصاب وكأننا نعيش حالة من الاغتصاب الجماعي في الشوارع، هل هذا معقول؟ أين المنطق يا سيدي؟ حتي الأخبار عن سوريا أصبحت متضررة من أحاديثكم الهابطة، أتخيل أن سوريا بكل ما فيها ستواجه الفتوى نفس الاستقبال الحافل الساخر الذي قام به معظم المصريون حين إعلانها.


حيرة وتخبط ذهني يصيب الجميع مع هذه الفتاوي، بالتأكيد لايمكن إنكار وجود سند فقهي في الموضوع، يمكن التبحر فيه مع المختصين من أهل الفقه في حينه، ومش ده المهم، يهمني الآن إيجاد سبب واضح أو حدث مهم يستلزم تلك الفتاوي ، حاجة مجتمعية مُلحة تستلزم توجيه الناس، وإلا ما فائدة الفتوى ؟ الجو العام مشتعل والأحداث ليس لنا عليها من سلطان، وإذا بهم يفجرون إبداعهم في وجه الكل، وكأنه بمب العيد، مولد ياسيد يابدوي _ بالمناسبة السعيدة مبروك يا سيد يابدوي رئاسة حزب الوفد علي التوالي _ الكل يعمل بدون كتالوج ، كلام منطلق بدون فرامل ، وكأنها مقصودة! هل ممكن تكون تلك المتاهة مقصودة؟ علل يا شيخ برهامي؟


يادوب أحاول التقاط الأنفاس من فتوى المغتصبون، وإذا بي علي الريق اليوم ، وفتوى جديدة ، البوس ليس فيه من الزنا وإنما من الفاحشة، في الحقيقة الواحد فرح، ومؤكد أن البوس شاحح في الأيام دي، أي نعم واجهوا الحقيقة، من سنين طويلة محمد صبحي كان هايدفع 20ألف في بوسة ، دلوقت الدنيا اتغيرت ، جت لنا من السما ، وأصبحت زلة لسان فرصة شعبية لانطلاق حملة بوسة لكل مواطن ، هي دي المصالحة المطلوبة ، ياللعجب ، هل هناك ذرة عقل تجعل الشيوخ تفكر في الكلام قبل اطلاقة؟ هل هؤلاء الأفاضل عايشين معانا هنا على نفس الأرض؟ قال الشاعر في الإعلان إياه "عشان لازم نكون مع بعض عشان شيلانا نفس الأرض" مش شرط أبدا يكون في إشارة تسهل للناس تبوس بعض ، دول بيتلككوا يا شيخ ، فقد الجميع تعقله ، واقع لاتخطئه العين.


أعوام طويلة نرصد فتاوى المتبرعين بالفتوى من التيارات الإسلامية ، وعن نفسي أرى معظمها منبثقة من مطبخ واحد ، فطلبات السادة دائما على موائدهم كاملة الدسم ، كوارع - عكاوي – فتة وكبسة وضاني ، وكأن الحياة عندهم تبدأ وتنتهي علي فراش واسع أوله وأخره، شد ظهرك يا شيخ الليلة طويلة، وإحنا ذنبنا إيه إذا كان معظمهم يملك من الشرعي أربعة؟ نظرة لله يا شيخ للمجتمع ؟ الناس تايهة وأنتم لا تهدون ، الشكوى عامة من عبث مجتمعي ، وتحرش جنسي، وانفلات أخلاقي ، هل تتخيل أن تعليق عن "البوس" في هذا التوقيت مفيد؟ البعض الآن يتحدث عن "إحنا في أمان لحد الفرج يا عزيزي" ، كده إحنا في حدود الفاحشة ، الشيخ قال ده مش زنا ، وزينب قالت من غير شنب.

أما عن "عكاوي" الإعلام فحدث ولا حرج ، ليس من المعقول تفويت الفرصة لفرقعه إعلامية ، بالقطع لازم نتكلم في موضوع الفتوي اياً كانت أضرارة ، أيوه نلحق قبل البرنامج التاني ولا الجرنال إياه ما يمسكة ويرغي فيه وياخد السبق ، مش مهم المجتمع طبعا ، المهم الثورة ، لا لا أعتذر ، خطأ مطبعي ، مفيش أي حاجه مهمة ، المهم "العكاوي" تستوى، أكل العيش حلو، وأنا معنديش مانع علي الإطلاق إنك تاكل عيش ، لكن لا تّدعي أنك من المصلحين ، وتوقف عبث سيمفونية المجتمع ، والقيم الأخلاقية ، وميثاق الشرف ،والسبكي ، وهيفا ، حتي وزيرة الإعلام طالما احترمتها غيرت التاريخ ، وممكن أصحى الصبح الاقي نفسي رجعت لحقبة الملك فاروق وأنا مش حاسة بقرار من وزارة الإعلام.

ياسادة الفتوى هي قول الفصل والتنظيم ، التمييز والتنوير ، ليست مجال للحوار ولا الاسترسال حتي لو محتواها صحيح ، هل فكرتم في التوقيت المناسب للقول من عدمه؟ هل هناك فائدة واحدة تخرج علينا من هذا العبث؟ كلمتي المعهودة لأصدقائي "سبوبة" كله شغال فيها ،إعلام ودكاترة ومحاضرين وفتايين ، ولا عزاء للصالح العام ، تعرف إيه عن المنطق ؟ من الواضح إنه لا أحد يحمل من المنطق شئ ، لا من يدعون الانتماء الديني ، ولا من يهللون لإصلاح الإعلام ، ولا من يدُعون الليبرالية والمهنية ، ولا من يتحدثون عن الحقوق ، وقت الجد تكون الإجابة ، تم اجتزاء الكلام من موضعه ، ويخرج لنا بعض المُريدين لتفسير الماء بالماء ، أيوه الماء يابني وبالإنجليزية تعني "Water" اكتبوها يمكن تنفعكم.

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
just_me_didi

دعاء سليط تكتب: مصر بين «رأس المال» و«رأس العجل»

المقال منشور علي موقع الموجز للمشاهدة .. 
8مارس2014


النشرة التوضيحية لقراءة المقال: أولا ممنوع لمرضي القلب وضغط الدم والسكر وأصحاب الفكر الثوري والمثقفين، ثانيا: للحصول على الفائدة الكاملة منه برجاء قراءته وإنت قاعد في مسمط بتاكل طبق سمين مشكل وتسيب رقم تليفونك في ورقة جنب الطبق إحتياطي.


(عندنا في الكباريه المنولوجيست متقدرش ترقص والرقاصة متقدرش تقول منولوجات... إنتي مروحتيش كباريهات قبل كده؟ حاكم الزبون لما يتضايق من المحل بيخلع)....

إبتكرت الرائعة شويكار الحل السحري لمشاكلنا في مصر ومحدش انتبه أبدا، سنين طويلة تعدي على طموحاتنا، ولا جديد في الحياة، الفن دائماً مرآة تعكس حياة الشعوب، آه والله متستغربوش، دي حكمة بليغة أوجزتها شويكار في حوار مع القديرة أمينة رزق في مسرحية "إنها حقا عائلة محترمة"، والجملة مأثرة فيا، أوقات أحاول أستفيد منها، وأوقات تانية تهرب مني وأعمل عكس الفكرة، المهم إني قدرت أفهم المحتوي، عارفين هي بتتكلم عن إيه؟ عن معجزة كبيرة جدا اسمها "التخصص".

تعددت تنقلاتي في مجالات العمل، ومع كل مرحلة كنت أتطور خطوة، وأكسب خبرة جديدة، معوقات كتير لكن بفوائد أكتر، مجالات العمل وتنقلاتي أتاحت لي الوقوف على باب الوزير والغفير، ومجاورة رأس المال، وأحيانا تطويره وخدمته، على رأي مثل بيقول من جاور السعيد يسعد، بس حتي الآن السعيد سعيد، وأنا لسه على باب الله، المهم يا عزيزي إن خريطة رؤوس الأموال في مصر في العشر سنوات الأخيرة حدث بها ما حدث من تغيير جيولوجي، أثر بشكل كبير علي الإقتصاد، تسألني ليه؟ أجاوبك، تدفقت رؤوس أموال عربية بشكل كبير لمصر من فتره طويلة، بالتوازي خرجت رؤوس أموال مصرية كتير للاستثمار الخارجي هربا سواء من قوانين، أو بحثا عن أرض خصبة لمناخ العمل الاحترافي المنظم، بالمثل خرجت رؤوس أموال أجنبية كانت موجودة وعلى خطى ثابتة، خرجت ربما لنفس السبب، التلاث فروع من المستثمرين مصري عربي أجنبي يجمعهم عنصر واحد "المكسب".

في التسعينات في عمارة مجاورة، بواب فكر يزود رزقه، اشترى الفراخ وزوجته تدبحها وتنضفها وتبيعها للسكان، ربنا أكرمه فاشترى ماكينة، في زيارة لنفس المنطقة من 6شهور، الرجل نفسه اشترى العمارة اللي اشتغل فيها، وعمارة أخرى، ويهم ببناء جديد، فقير مدقع تحول من بواب لمالك أبراج، الله يسهله تتخصص في مجاله، السؤال هنا، ماذا لو فكر الشخص نفسة يفتح شركة سياحة ويديرها؟ أو مصنع نسيج، أو لا قدر الله لا قدر الله يبني بنسيون، تفرط منه يبقي فندق، ماذا لو فكر نفس الشخص إنه يتاجر في العجول، أو يفتح معمل تحاليل، أو مثلا مثلا، الله لايقدر في الأدوية الطبية، يملك إيه من العلم يجعله يقرر يبقى رجل أعمال يقتحم سوق مختلف؟ بنظرة أكثر اتساعا ستجد الآتي في بلدنا، عطار فتح مصنع أدوية، فلاح باع الأرض واشترى سوبر ماركت، منجد قرر يشتغل مذيع، محاسب بيشتغل عامل مصعد، ومهندس بيشتغل سواق تاكسي، ودكتور بيتاجر بالمرض، وعيل سايق توكتوك "العبث".

أسطول فضائيات، شراكات في صحف ومجلات، مشروعات صناعية، أراضي، معارض سيارات، ربك لما يريد الرزق من وسع، سيرة ذاتية مشتركة لرؤوس أموال كتير على الساحة، مش مهم الخبرة المهم بتعرف تدورها إزاي، وبتكسب قد إيه، ومش مهم تجيب موظف فاهم بس راتبه كبير "حقه"، هات اللي يعرف الحد الأدنى وعاوز فلوس هايشتغل، ومش مهم الكفاءة، ولا الضمير، المهم إنه يدور في الساقية، ويرضى بقليله، وميسألش كتير، طموحاته رأس المال هو اللي يحددها، ومش مهم الكواليتي، الجودة لامؤاخذة، أي حاجة تطّلع أي منتج، وصلي علي اللي يشفع فيك، والرزق يحب الخفية، احنا بنستورد من الصين براغيت الست بلا فخر، وأي حاجة ع العربية بربع جنية، تسألني عن الأسلوب العلمي؟ أقولك معطلكش ،العلم لايكيل بالبتنجان، تسألني عن استراتيجية عمل السوق؟ أقولك كلمني عن الكفتة، تسأل المواطن إنت فين؟ يقولك مأنتخ، تقولي اللي فات ده إيه؟ أقولك اسمه "طابونة".

سيدي الفاضل أي مسئول في البلد، أنظر حولك، أخي المواطن انتبه أنا بكلمك، مستثمرين أجانب كتير عملوا بمقولة الست شويكار وخلعوا، بعضهم أخد اسمه معاه وخاف على سمعته من سوء الإدارة، وفاضلك المحلي، أصبح المكسب هو الأهم، الكل بيتعامل مع الاستثمار بمنطق إدارة كشك سجاير، والحل؟ ياحكومة إدي العيش لخبازه، وفعلي قوانين تنظيمية للاستثمار، يا مواطن الخبرة لأهلها، كل شئ في محله، الشباب تاخد خبرة، وكل واحد يستفيد بسنين التعليم اللي ضاعت، ومحدش يطبل بفلوسه، ونتّجه لاستثمار مدروس، رأس المال الغير مسئول المتطوع للخدمات الفوقية مجرد لحمة راس مليانة دهون، قطع سمين في طبق، جنبها جوهرة لا بتشوف ولا ترمش، ولسان مطبوخ ومتشوح، يصيب الجميع بداء الكوليسترول والعجز، وتسألني دي دولة ولا مصلحة؟ أقولك دة اسمه "مسمط".