Sunday, February 16, 2014

نظرية «هش القطة»

تم نشرة علي جريدة الوادي الإلكترونية وموقع الموجز 13فبراير2014

من منطلق حرصي علي المشاركة الفعلية في إيجاد حلول عملية لمشاكل المواطن والبحث عن مقترحات لتطوير الخدمات الحكومية  ، قررت بإختصار ، وبإلهام من تصريحات السيدة وزيرة الصحة ، بعد حملتها الأخيرة "هش القطة" التي دعت إليها الأطباء ، لدعم تطوير العمل في المستشفيات الحكومية ، طرح أفكاري للسادة الوزراء بمقترحات تساعدهم في اتخاذ القرار وتعميم النظرية ورزقي علي الله

وزارة المواصلات : أقترح علي السيد وزير الموصلات أن يطلق حملة "شي يا حماري " والتي تهدف لتنظيم سير الكارو علي الدائري و الطرق السريعة ، وحملة أخري توازيها خاصة بالتوكتوك تحت شعار "إخطف وإجري" لتحديد الهدف الواضح من معظم التكاتك التي تعرقل خط السير في إنتظار الضحية .. كله قانوني ان شاء الله .

وزارة الشباب: حملة "خد البزة وأسكت خد البزة ونام" بعد الحراك العام للشباب ورغبة الدولة في مشاركتهم في العملية السياسية ، ومن أهم دعائم الحملة السيطرة علي غضب الشباب ، وفتح باب التهدئة ، وإعتبار الحكومة الصدر الحنين ، حتي يتسني لهم نوما هاذئا ،وأحلام سعيدة.

وزارة الموارد المائية والري : أنسب حملة ممكن إطلاقها لتلك الوزارة هي حملة "رش الميه عداوة" وأنا برش المية ، تلقائيا الشعب كلة هايمشي يرش ميه علي بعضة وتنتهي مشكلة الري تماما لأن كل الأراضي هاتنتعش والزراعة هاتزدهر بمياة مرشوشة من المواطن أو بواسطتة ، مشروع مراحيض عامة مفتوح .. الدعوة عامة.

وزارة الإستثمار : هدف الوزارة الأول دعم الإستثمار وجذب المستثمرين ،أقدم لهم المشروع الأكبر في العالم العربي "اللي معاه قرش محيره يجيب بيه حمام ويطيره" ملقاش حمام ممكن يجيب عصافير أو غربان أهو كله طير ، أهم حاجة محدش يطير طائر النهضة تاني لأنه عن تجربة بكرش وطيرانه شؤم...بووومة.

وزارة التخطيط : وزارة لها طابع خاص ، وبمناسبة أجواء الحب والفالنتين ، تنطلق حملة حساسة جدا ، تعمل علي محورين رئيسيين تحت مسمي "إن عشقت إعشق قمر وإن سرقت إسرق جمل" ، ستكون من أهم الحملات لتخطيط مستقبل الشباب ، وحل مشاكلهم ، البلد مليانه جمال ، كل عيش.

وزارة الآثار : حملة "حاميها حراميها" ، نزولا علي تحقيق أحد أهم أهداف الثورة ، قررت الوزارة تطبيق مبدأ الشفافية ، والإفصاح عن سياستها الداخلية ، الإعتراف بالخطأ أول خطوات الإصلاح ومنه تصريح عام بسرقة كل اثار البلد بدون مجهود نحو مستقبل أفضل بكل الأحوال .. مكملين .

وزارة البحث العلمي : تحت رعاية الراحل كمال الشناوي تنطلق حملة "دوّر علية تلقاة" كانطلاقة لخطة جديدة للبحث العلمي فإذا كانت عينيك شيفاة ، وبرضوا بتدور ، تبقي غبي طبعا ، ومالوش لزوم توجع قلبك وذلك في تحول واضح لسياسة الوزارة للحث علي دعم البحث العلمي وتغيير مسارة .

وزارة التضامن الإجتماعي : هاطرح عليها حملتين ، الأولي "حملة عشانا عليك يارب" ودي خاصة بأطفال الشوارع و الأسر الفقيرة ، أما حملة "الشاطرة تغزل برجل حمار" ودي سيتم توجيهها للخفض من نسبة البطالة ، مبادرة سهلة ان كل الي مش لاقي شغل يتحمس ويستغل الموارد الطبيعية.

وزارة الإعلام : تحت شعار "تراعيني قيراط أراعيك قيراطين وتشوفني بعين أشوفك بإتنين" بعد كل العثرات التي يواجهها الإعلام المصري ، والاهتمام بتقديم إعلام مستقل ، متجاوزين كل المشاكل التي يعترض عليها المشاهد وحفاظا علي المصداقية ، وإتقاءأ لشر "البرنامج" حد عارف ليه ليه ليه ليه ليه؟

وزارة الداخلية : في ظل إستهداف رجال الشرطة مؤخرا ، تنطلق أكبر حملة تأمين عبر التاريخ ، معنية بالحفاظ علي أرواح الظباط والمواطنين تحت شعار "نشنت يا فالح" ، وتعتبر حملة غير مسبوقة ، مجهزة بأعلي اجهزة الأمان المطروحة والموظفة عالميا وستكون خطة العمل مبنية علي قاعدة "الموت علينا حق".

وزارة الدفاع : تحية وتقدير لوضوح الرؤية والبعد عن المراوغة فشعار المشروع القومي "من حق الكبير يتدلع" وذلك بعد تطبيق المشروع الأول "ياسيسي أمرك أمرك ياسيسي" وبنجاح ساحق ، جدير بالذكر أن وزارة الدفاع تبقي الوحيدة المتماسكة وتعمل تحت شعار "سيبك منهم ده مفيش غيري".

تاريخنا مع التصريحات الحكومية الكوميدية غريب ، أنعم علينا في وقت سابق وزير تموين يقترح عمل المحشي بلسان العصفور ، وخالد الذكر رئيس وزراء مشروع قوطونيل ، ناهيك عن الريس صاحب نظرية "صوابع زينب" ومن قبلهم ، أطلق مبارك إفيه "عبّارة من اللي بيغرقوا" أول شرارة غضب ادركناها لاحقا ، عالم أخر يعيش فيه المسئولين في الحكومة ، وكأن قطار التعليم فات وعدي ، ويكأنه مكتوب علي المواطن المصري تطبيق قاعدة "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا" ، سؤالي لأي حد ممكن يجاوب "هما دول ناس زينا" ؟ في انتظار الحملة القادمة من وزارة الصحة بمعاونة جهاز تنظيم الأسرة تحت شعار "بوس الواوا" .

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
https://twitter.com/just_me_didi


بلال فضل: عصير الكتب و عصير الليمون

تم نشرة علي جريدة الوادي الإلكترونية و موقع الموجز 6فبراير2014


“يا ســـادة ، قبل أن تفتحوا أحضانكم للعالم ،إفتحوا أحضانكم للشعب ،فماذا يستفيد الإنسان لو كسب العالم و خسر شعبه !!؟” من كتاب أليس الصبح بقريب للكاتب بلال فضل ، فضلا دعني أحدثك بنفس الطريقة التي استخدمتها في صياغة مقالك الأخير ، هذا كتابك يا عزيزي وتلك كلماتك "كيف الحال".

أنت معترف أن هناك شعب يحتاج لمن يحتضنه (مينفعش حد يقولة إنت نور عنينا ولا إيه؟) أم كنت تفضل وبصيغة مختلفة أن يكون (كلة بالحب؟) والأصل هو إختيار الشعب ، تعرف جيدا كيف تؤثر المشاعر ، وإن لم تعرف فعليك بسؤال (سيد العاطفي) ، ومن نفس الكتاب أعلاة عن غضب الشعوب "هو غضب لو امتلكناه لصرنا أقوياء في نظر أعدائنا دون الحاجة إلى خطابات رنانة ولا تشنج ولا مزايدات ولا كذب على النفس ، وكفى بالكذب على النفس عدوًا مبينا” الا تجد تلك الكلمات تذكرة لكل من لا يري موقف الشارع من التيارات الاسلامية عامة والإخوان خاصة ، والتي تسببت في الوصول لما نحن فيه الآن ،لن اذيد عليك سوي كلماتك لا تكذب علي نفسك ، أم تحب (أكذب عليك).

 “كلما رأينا أحداً يسقط ضحكنا من الأعماق دون أن ندري أننا مُعَرضون لمثل هذا السقوط.” ، “أنا آسف لأننا لم نعد نرحم أحدا ثم نسأل : لماذا لا يرحمنا الله ؟” وأيضا “كلما أشعر أننا أصبحنا أقل تعاطفا مع ضعف غيرنا من البشر و مع عثراتهم كلما ضاقت فسحة الأمل” من كتاب ست الحاجة مصر ، ربما أنت لا تعرف موقفي من هيكل ، إعتبرني "ندلة" ودعني أسألك ، لماذا هذا الكلام عنه الآن ، ألم تحارب سنوات من أجل حرية التعبير ، أم هي مجرد كلمات تأتي وقت الحاجة ثم تنسي وتبقي لنا المواقف "عايمة" وغير مفهومة.

“من بعيد يبدو للرائي أن هناك صراعاً عميقاً وحاداً وعنيفاً بين نظام الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين، لكنك لو أمعنت النظر وتأملت في كيفية إدارة هذا الصراع طيلة عهد الرئيس مبارك لاكتشفت أن السر الأول لبقاء نظامه قوياً وصامداً هو جماعة الإخوان المسلمين نفسها.” وفي فقرة اخري “نعم نجح إضراب ستة إبريل، لأن الدنيا كلها لم تسمع عن إضراب فاشل تحشد أقدم دولة بوليسية في العالم من أجله كل ضباطها وجنودها ومخبريها الشرطيين والصحفيين والبرامجيين والجامعيين.” كتاب حتي مطلع الفجر ، ومع هذا أنت دعمت صورة لنفس النظام الذي عارضتة ، هل حقا صَدَقت الناس ،أم أن "الباشا تلميذ" علي الساحة بعد كل هذا العمر ؟

“لا أفهم كيف يكون لجميع مسئولي الدولة عين وهم يتحدثون عن الوحدة الوطنية في نفس الوقت الذي قام الحزب الوطني بترشيح عدد قليل جداً من الأقباط فقط في مصر بحالها، إلا إذا كان مفهومهم للوحدة الوطنية هو أن يشعر الأقباط بالوحدة في وطنهم.” كتاب حتي مطلع الفجر ،وما رأيك في الإرهاب الموجة للكنائس حاليا؟ فعلا سيدي الفاضل المصريون شعروا بالفزع لان ارضهم كانت علي وشك ان تُسرق منهم علي يد من هم "وش إجرام" ، وأنت أول العارفين "اللي بيسرق بيروح فين؟" مارينا قطعا ، أم أنت تذهب إلي الواحات.!

"السكان الأصليين هم أولئك الذين يتحملون شقاء بلادهم، أولئك الذين يركبهم حرامية البلد بشكل أو بآخر ولكن لا ينكسرون خشية انكسار البلد" كتاب السكان الأصليين لمصر ، كل من قرأ هذا الكتاب بعد الثورة سأل سؤال واحد ، كيف نُشر هذا الكتاب في 2009 عصر القمع الذي ساهمت في إسقاطة ،لتدعم النظام الذي بشهادتك كان سبباً لقوة نظام مبارك! تناقض غير مقبول سيدي ، أنت "الرجل الغامض بسلامتة" والذي لا ادري كيف له عده أوجه ،وهو صاحب قلم مرموق ونكن له إحترام ، هؤلاء السكان يفضلونها "سبايسي" يا عزيزي.

تابعت كثيرا برنامج "عصير الكتب" واعتبرته نقطة مضيئة في حياتنا ، فالكتاب أضحي عدو الشعوب في زمن السوشيال ميديا ، كنت استبشر بك خيرا وأنت تسعي لتشجيع الشباب علي القراءة ورفع الوعي ، وفجأة ، خذلتني ! ، كيف لهذا المبدع الضاحك صاحب "حاحا وتفاحة" أن يلقي بنفسة علي باب الفتوح الذي لم يكن سوي ظلال جديدة وسط مجموعة من المتشددين! أنت حر فيما تفعل لكن دعني أنصحك بصفتي "واحد من الناس".

ها أنت ذا خرجت من الشروق ،ومقالتك التي لا تحتمل هذا الصخب ، نُشرت في كل البقاع ، هل لك أن تراجع نفسك ،إفتح حسابك البنكي وتفكر ، كيف أنت بعد "حرامية في كي جي تو" وكيف نحن بعد عصير الليمون؟ لا تكون "خارج عن القانون" الشعبي ، إترك لهم حرية الاختيار ،هو مصري سعيد بشقائه ، عد لإبداعك فعصير الكتب أفيد كثيرا من عصير الليمون.

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر:

https://twitter.com/just_me_didi

Sunday, February 9, 2014

حرية التعبير وشراب الشعير "تشرب بيرة"

تم نشرة علي موقع الموجز الإلكتروني بتاريخ 10فبراير2014 
"ماء + شعير + خميرة" معادلة سهلة ، طبقا لموسوعة الويكيبيديا "البيرة" أو شراب الشعير مذكور في سجلات التاريخ في مصر القديمة وفي العراق ، بمعني أنه عربي المنشأ ، كالعادة الحاجة أم الإختراع ، مؤكد أن هناك عدة أسباب لظهور البيرة ، فبعض الدراسات أثبتت أنها أستخدمت كدواء ، لأنها تقتل العديد من البكتيريا في الجسم ، وعلماء ذكروا أن الشعوب قديما أهتموا بالزراعة لضمان إستمرار إنتاج البيرة وليس العكس ، وقد تسببت في دعم إستقرار المجتمع بشكل عام حول مناطق الزراعة قبيل ما يقرب من 20الف عام ... في النهاية كانت لها أهميتها مثل الطعام ، وأصلها عربي ودعمت الإستقرار ، لا تتعجب عزيزي القارئ ، فأنت أمام شعب صاحب مزاج.

الرغبة في الضحك والإبتسام طبيعة لا يمكن تجنبها ، خفة الدم سمة يتمتع بها المواطن المصري ، فمثل ما اخترع البيرة ، اخترع النكتة ، حتي وصلنا لمرحلة السخرية من صورتنا  في المرآة ، أسمع أحد القراء يسأل ، وما العلاقة بين هذا الحديث وذاك؟ ، وأقول أنا ، البيرة والسخرية بينهم إرتباط ضمني من قديم الأذل ، وخاصة لمن يشرب البيرة ذات تركيز الكحول الأعلي ، ليحصل علي الحد الأدني من السُكْر ، فيدخل في حالة مختلفة فيها بهجة ، علي حد تعبيرهم ، ولماذا الحاجة دائما الي محفز للبهجة ، سؤال يَعْبُر فِكري دائما ، الإبتسامة في حياتنا أصبحت في حاجة مستمرة للدعم ، والمزاج دائما حافز جيد إذن ، لك حرية الإختيار ،إشرب "بيرة" ، أو شاهد "البرنامج".

في الحالتين أنت تبحث عن الحالة ، وتشتريها بمقابل ، فتشتري الشراب ، وتشتري الضحك عندما تفتح التلفزيون لمشاهدة الكوميديا في أي صورة ، هل يعي المواطن المصري أنه أصبح وسيلة لأكل العيش؟ ، فهو باب رزق للعديد من المذيعين والممثلين ، الكل يبحث عن الحدث الساخر ، هل تستطيع السخرية دعم إستقرار الوطن ،كما زعم البعض عن تاريخ البيرة؟ ما أراه الأن صاحب الحدث الذي تقوم عليه السخرية وهو المواطن ، يزداد فقرا ، بينما يسبح القائمون علي صناعة السخرية في نعيم الفضائيات ، دولارات كانت أو يوروهات ، العلم عند الله .

عودة "باسم يوسف" و "البرنامج" ، أثارت حالة من الجدل والصراع بين المشاهدين ، البعض يري الحلقة صارخة ، والبعض يراها تحفة فنية ، وأنا أضعها تحت عنوان "عاد ليحترف" ، باسم يوسف ، الطبيب سابقا ، ومن وجهة نظري مبدع  و محظوظ  ، إمتهن السخرية ، له كل الحق في الإختيار ، الجمهور له كل الحق أيضا في القبول أو الرفض ، علامات إستفهام جالت بخاطري ، لماذا كل هذا الخلط بين برنامج كوميدي وبرنامج إصلاحي؟ لماذا لا يعترف الساخرون أنهم يمتهنون السخرية؟ ولماذا يسمح شباب مستنير أن يصنع تابوهات جديدة ، في عصر نزعم أنه كسر الكثير من التابوهات؟ هل يعترف كل طرف بالمساحة التي يتمتع بها الآخر من حرية التعبير ، إذا كانت مهنه يتقاضي عنها المال ، فهو مستفيد ، هل يمكن الإكتفاء بالبرنامج مرآة للمجتمع ، لماذا الإصرار علي تجاهل بيت القصيد وهو "اكل العيش".

كنت ولا زلت لا اجد من يصيغ بجدية تعريف واضح للشعار الدائم حرية الاعلام وحرية الرأي و حرية التعبير ، ضمن متطلبات الثورة ، حتي الأطراف التي علت الهتاف مطالبة بها لا تستطيع منحي تعريف علمي دقيق ، فتجد من يريد التعبير عن الرأي بما يتناسب مع أفكارة وقناعاته ، بينما يرفض حرية تعبيرك عن الرأي بما يخالفه ، البعض شن حربا شرسة لجعل البرنامج منارة للقيم ، رغم كل التجاوزات اللفظية والإيحاءات في المحتوي ،  وهناك من يعتبر حرية الرأي مفتوحة لكل ما هو أخلاقي أو غير أخلاقي ، وكأن حياتنا معمل للتجارب ، وهناك من لايقبل أي تجاوز ويرفض مصطلح للكبار فقط ، فالجدل الجديد سيكون لتعريف ما هو اخلاقي او غير أخلاقي وتستمر حالة الدوران في فلك الشعارات.

كانت الحاجة الملحة لصناعة "البيرة" ، قديما سببا في التنمية والإستقرار ، لماذا لا تكون السخرية حافز بالمثل؟ لا اعتقد أن أهمية البيرة العلاجية كانت أول أسباب إستخدامها ، بل كان السبب هو أهمية الحالة المزاجية التي تصنعها ، فمذكور تاريخياً كونها شريك في العادات والمناسبات الإجتماعية قديما للشعوب ، والسؤال لماذا لا نجد من العقلاء من يتدخل ليستغل الحاجة المُلحة للسخرية ويحولها إلي دافع إجتماعي للتغيير ، علاج للفيروسات الحية في المجتمع ، مزاج مبهج نخرج منه أحيانا بحالة من السكر فتنسينا ألم المعيشة ، بينما آخرون يساهمون في حل السلبيات بدلا من تبادل الإتهامات؟ كل ما أرغبة أن يكون التخصص حلا ، لا تجعلوا من "البرنامج" اكثر من كونة برنامج كوميدي ساخر ، فيفقد قيمتة ويفقد إبداعة ، وتفسده التقييمات والصراعات السياسية والمجتمعية.

إذا سألت الشيوخ من الفلاحين لأفادوك ، إذا أطعمت البعير القمح ، زاد وزنه و إعتاد الكسل ، أما إذا أطعمته الشعير ، خلا جسمة من الشحم وإزداد نشاطاً ، فهل يبقي لنا من فائدة الشعير ما يجعل فينا نشاط ، فالبسمة نشاط وراحة ، فليشاهد البرنامج من يشاهد وليقاطعة من يقاطع ، وتكون حرية التعبير وحرية الإختيار سواء ، وليأكل باسم عيشة من الإبتسامة لا أكثر ، ورجاء أن لا تنافقوة ، وإبحثوا عن القدوة في من يستطيع أن يتحمل عبء الحرية والأخلاق معا ، لصناعة مستقبل اكثر أملا وأكثر أخلاقا وإبداعا ، إتركونا لإلتقاط الأنفاس ،فكما قال هاموشير لعبدوس الوزير "البعير هلك".


بقلم : دعاء سليط ....في 10 فبراير 2014
للتواصل عبر تويتر
https://twitter.com/just_me_didi


Thursday, February 6, 2014

عندما لا نأكل الشيكولاتة

تلك التي تمنحك كل الأحاسيس لحظة انصهارها في الفم، حالة من السعادة كأنها أجنحة تحلق بك بعيدًا.. كأنك تقع في الحب لأول مرة، ابتسامة هادئة في ثغر تحمل شفاه علامة سمراء من بقاياها، يُقال أنها تحافظ على القلب – أشك – فهي تزيد من ارتجافه.

كيف لنا أن نترك كل هذه الأحاسيس، فقطعة واحدة تدفع الدم دفعًا إلى شرايينك، هذا الدفئ الذي يتسلل إلى الأنامل مثل المرة الأولى في حضن يحتويك، تلك الرائحة التي نقترب منها لنأخذ شهيقًا وكأنه النفس الأخير في الحياة، هذا الملمس الحريري وكأنها بشرة الأطفال.

أصلها مُر.. نعم فتلك الشيكولاتة الداكنة، أجملها وأفيدها وأرقاها، لكنها صعبة المذاق، هكذا الأشياء الثمينة دومًا، تكون صعبة الاقتناء، نعاني حتى نعثر عليها، ونبتغيها رغم مُر مذاقها.. غريب هو الإنسان في علاقته بالأشياء وحبها.

هل هناك بديل ليحقق نفس الإشباع، لا أعتقد فتلك الحاله لا تتحقق بدون المُشبع، فقط دون غيره، كم هو مؤلم جدًا أن تمضي الأيام ونحن لا نعرف طعم الشيكولاتة ، والأصعب أن نعرفه جيدًا لكن تمنعه عنا الحياة، فنشتهيها ونلتزم الصمت.

البعض في عشقها مخمور حد الإدمان، رغبه ملحة كالمخدر تسري في العروق، النشوي تملأ المشاعر، ويبدأ السفر بعيدًا إلى لا مكان سواها هناك، عالم من الخيال والسحر، يغيب ويبقى الشعور بالاحتياج الذي لا ينتهي.

قطعتي المفضلة، قالب الشيكولاتة الداكنة الذي لم أتذوقه، أحتفظ به ولا أقربه، أفتقد حلاوتة ومُرّه، والطاقة التي يمنحني إياها، هالة الضوء التي أرتقي معها إلى عنان السماء، تلك المشاعر التي تندفع في الروح ورائحه البهجة.

عندما لا نأكل الشيكولاتة تغيب تلك المشاعر، وتختفي السعادة التي تمنحنا إياها، تحزن الشفاة ويصمت اللسان، تسأل الأنامل أين تلك اللمسات الناعمة، يفقد القلب دقة ويرقد في سكون، ربما يخفت الضوء في العين أحيانًا، ونفتقد المُر منها ولو لاذع.. الحال ليس ببعيد، في الحب أيضًا، فلون عينيه ولون الشيكولاتة سواء، ودفء قلبه ومر طعمه منه دواء، وخدر المشاعر أقوى من الإدمان.. هكذا افتقدهما معًا.. فقط يحدث عندما لا نأكل الشيكولاتة.


نشر هذا المقال في الوطن الالكترونية بتاريخ 3فبراير2013