Sunday, March 8, 2015

عاشت روز وغرقت تيتانيك




محاكاة لفلسفة الحياة للكل متمرد عنيد .. لا تترك حلمك يقتلك

الفتاة الحالمة (روز) المتمردة علي المجتمع الأرستقراطي المقيد لأحلامها ، كانت التقاليد هي السياج الذي منعها الشعور بالسعادة ، رغم كل ما يحيط بها من بريق ، تعلق قلبها بجاك الرسام المقامر والمغامر الذي لحق بتيتانيك في لحظة حالفه فيها حظة العثر ، هو الحلم الذي أنقذها من لحظة يأس قررت فيها الإنتحار ، ليقنعها أنها تملك حرية الإختيار معه فتثور علي سطوة المجتمع ، لتعيش الحياة بطريقة ترضاها وتملك فيها قوانينها الخاصة دون قيودها السابقة ، جاك هو الحلم الذي منح (روز) سببا للحياة ، وكانت هي له الحياة التي بذل كل ما يمكنه من جهد ليحافظ عليها ، من لحظة وقعت عليها عيناه ، إلي تلك اللحظات الفارقة بين الحياة والموت حينما قررت السفينة أن تتخلي عن صلابتها وتستقر في قاع المحيط ، هذا المشهد المهيب الذي تعالت فيه الصرخات ، بينما تمسك جاك وروز بأملهما الأخير في البقاء معا ، علي طرف هذا اللوح الخشبي  الهزيل حتي إختار هو الرحيل لتبقي.

كانت تعرف (روز) أن الفرصه ضئيلة لحياتها وحياة من تحب معا ، ربما يكون الإختيار الأصعب أن تختار بين الحياة والموت ، لعل الأقدار تسوق لنا أحيانا ما تجبرنا علي قبوله حتي لو لم يستوعبه العقل ، راقبت (روز) هذا الحلم يتلاشي في إنصات شديد وسط سكون البقية الذي إبتلع المحيط أحلامهم ، وغلبتهم أمواج اليأس التي تعصف بكل أنفاس الحياة ، كانت علي وشك الإستسلام التام لتلقي مصير الآخرين ، لكنها إختارت أن تقاوم لتبقي وتستمر ، لتخرج إلي الحياة مرة أخري ، وتتزوج وتنجب ، ويحمل وجهها من التجاعيد ما يحمل بينما يبقي في القلب ملامح هذا الحلم الذي لم تستطيع الأيام أن تطمسه في قلبها ، ولنا أن نتخيل كيف كانت حياة هذه السيدة التي أتتها الفرصة مرتين لتحمل من الأحلام ما يمكن وما لايمكن تحقيقة ، فهل تخلت (روز) عن حلمها حينما تركت يد جاك ليستقر في أحضان المحيط؟ هل أسقطت الذاكرة هذا الحلم حين خرجت من الماء لحياة أخري في لحظات الإختيار؟

يتخيل البعض أن السعي لتحقيق الأحلام يأتي بالتمسك بها حتي الموت ، أو الموت معها سعيا لتحقيقها ، بينما تكون المشيئة في التخلي عن الحلم في لحظة ، يخرج منها حلما أكبر برونق جديد ، علي هذا اللوح بعد أن أدركت (روز) رحيل الحلم ، كان القرار أن ترحل معه ، لكن جاك الحلم الذي منحها فرصة الحياة يستحق أن تحمل له ما يجعل لرحيله قيمة ، إختارت أن تسقط حلما لتحيي به حلما آخر فاختارت الحياة ، غرقت تيتانيك سفينة الأحلام رغم كل ما بذلوه في تجهيزها  ، قالوا عنها سفينة لا تغرق ، معيار وحيد لم يؤخذ في الإعتبار يدعي القدر ، غرقت تيتانيك بقوتها ومبالغاتها ، وعاشت (روز) لتحقق حلما أكبر من أحلامها التي حطمتها صخور الجليد ، عاشت لأن الحياة فيها مايستحق ، ولأنها وعدت أن لا تتخلي عنه أبدا ولأن الأحلام تستحق أن نحسن إختيار القرار ، ولأن الأحياء فقط هم من يستطيعون الحلم.