Sunday, February 16, 2014

بلال فضل: عصير الكتب و عصير الليمون

تم نشرة علي جريدة الوادي الإلكترونية و موقع الموجز 6فبراير2014


“يا ســـادة ، قبل أن تفتحوا أحضانكم للعالم ،إفتحوا أحضانكم للشعب ،فماذا يستفيد الإنسان لو كسب العالم و خسر شعبه !!؟” من كتاب أليس الصبح بقريب للكاتب بلال فضل ، فضلا دعني أحدثك بنفس الطريقة التي استخدمتها في صياغة مقالك الأخير ، هذا كتابك يا عزيزي وتلك كلماتك "كيف الحال".

أنت معترف أن هناك شعب يحتاج لمن يحتضنه (مينفعش حد يقولة إنت نور عنينا ولا إيه؟) أم كنت تفضل وبصيغة مختلفة أن يكون (كلة بالحب؟) والأصل هو إختيار الشعب ، تعرف جيدا كيف تؤثر المشاعر ، وإن لم تعرف فعليك بسؤال (سيد العاطفي) ، ومن نفس الكتاب أعلاة عن غضب الشعوب "هو غضب لو امتلكناه لصرنا أقوياء في نظر أعدائنا دون الحاجة إلى خطابات رنانة ولا تشنج ولا مزايدات ولا كذب على النفس ، وكفى بالكذب على النفس عدوًا مبينا” الا تجد تلك الكلمات تذكرة لكل من لا يري موقف الشارع من التيارات الاسلامية عامة والإخوان خاصة ، والتي تسببت في الوصول لما نحن فيه الآن ،لن اذيد عليك سوي كلماتك لا تكذب علي نفسك ، أم تحب (أكذب عليك).

 “كلما رأينا أحداً يسقط ضحكنا من الأعماق دون أن ندري أننا مُعَرضون لمثل هذا السقوط.” ، “أنا آسف لأننا لم نعد نرحم أحدا ثم نسأل : لماذا لا يرحمنا الله ؟” وأيضا “كلما أشعر أننا أصبحنا أقل تعاطفا مع ضعف غيرنا من البشر و مع عثراتهم كلما ضاقت فسحة الأمل” من كتاب ست الحاجة مصر ، ربما أنت لا تعرف موقفي من هيكل ، إعتبرني "ندلة" ودعني أسألك ، لماذا هذا الكلام عنه الآن ، ألم تحارب سنوات من أجل حرية التعبير ، أم هي مجرد كلمات تأتي وقت الحاجة ثم تنسي وتبقي لنا المواقف "عايمة" وغير مفهومة.

“من بعيد يبدو للرائي أن هناك صراعاً عميقاً وحاداً وعنيفاً بين نظام الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين، لكنك لو أمعنت النظر وتأملت في كيفية إدارة هذا الصراع طيلة عهد الرئيس مبارك لاكتشفت أن السر الأول لبقاء نظامه قوياً وصامداً هو جماعة الإخوان المسلمين نفسها.” وفي فقرة اخري “نعم نجح إضراب ستة إبريل، لأن الدنيا كلها لم تسمع عن إضراب فاشل تحشد أقدم دولة بوليسية في العالم من أجله كل ضباطها وجنودها ومخبريها الشرطيين والصحفيين والبرامجيين والجامعيين.” كتاب حتي مطلع الفجر ، ومع هذا أنت دعمت صورة لنفس النظام الذي عارضتة ، هل حقا صَدَقت الناس ،أم أن "الباشا تلميذ" علي الساحة بعد كل هذا العمر ؟

“لا أفهم كيف يكون لجميع مسئولي الدولة عين وهم يتحدثون عن الوحدة الوطنية في نفس الوقت الذي قام الحزب الوطني بترشيح عدد قليل جداً من الأقباط فقط في مصر بحالها، إلا إذا كان مفهومهم للوحدة الوطنية هو أن يشعر الأقباط بالوحدة في وطنهم.” كتاب حتي مطلع الفجر ،وما رأيك في الإرهاب الموجة للكنائس حاليا؟ فعلا سيدي الفاضل المصريون شعروا بالفزع لان ارضهم كانت علي وشك ان تُسرق منهم علي يد من هم "وش إجرام" ، وأنت أول العارفين "اللي بيسرق بيروح فين؟" مارينا قطعا ، أم أنت تذهب إلي الواحات.!

"السكان الأصليين هم أولئك الذين يتحملون شقاء بلادهم، أولئك الذين يركبهم حرامية البلد بشكل أو بآخر ولكن لا ينكسرون خشية انكسار البلد" كتاب السكان الأصليين لمصر ، كل من قرأ هذا الكتاب بعد الثورة سأل سؤال واحد ، كيف نُشر هذا الكتاب في 2009 عصر القمع الذي ساهمت في إسقاطة ،لتدعم النظام الذي بشهادتك كان سبباً لقوة نظام مبارك! تناقض غير مقبول سيدي ، أنت "الرجل الغامض بسلامتة" والذي لا ادري كيف له عده أوجه ،وهو صاحب قلم مرموق ونكن له إحترام ، هؤلاء السكان يفضلونها "سبايسي" يا عزيزي.

تابعت كثيرا برنامج "عصير الكتب" واعتبرته نقطة مضيئة في حياتنا ، فالكتاب أضحي عدو الشعوب في زمن السوشيال ميديا ، كنت استبشر بك خيرا وأنت تسعي لتشجيع الشباب علي القراءة ورفع الوعي ، وفجأة ، خذلتني ! ، كيف لهذا المبدع الضاحك صاحب "حاحا وتفاحة" أن يلقي بنفسة علي باب الفتوح الذي لم يكن سوي ظلال جديدة وسط مجموعة من المتشددين! أنت حر فيما تفعل لكن دعني أنصحك بصفتي "واحد من الناس".

ها أنت ذا خرجت من الشروق ،ومقالتك التي لا تحتمل هذا الصخب ، نُشرت في كل البقاع ، هل لك أن تراجع نفسك ،إفتح حسابك البنكي وتفكر ، كيف أنت بعد "حرامية في كي جي تو" وكيف نحن بعد عصير الليمون؟ لا تكون "خارج عن القانون" الشعبي ، إترك لهم حرية الاختيار ،هو مصري سعيد بشقائه ، عد لإبداعك فعصير الكتب أفيد كثيرا من عصير الليمون.

للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر:

https://twitter.com/just_me_didi

No comments:

Post a Comment