Friday, December 13, 2013

علي الهامش

بدأت يومي بهذا السؤال... لماذا خُلقت الهوامش؟  أجابوني مازحين ضاحكين (علشان تتفيش) لم يكن في ذهن الجميع سوي هوامش فيلم العار الذي طالما ارتبطنا به ولم ينتبهوا اني كنت جادة للغاية،كنت ابحث عن اجابة للسؤال كيف يتحمل الانسان التهميش؟ 
تذهب ذاكرتي الي هامش مضيء كنا نخط الاحلام والكلمات علي هوامش الكتب كانت المساحات صغيرة والهوامش و الاحلام اكبر من كل ما نخطة كنا نرسم اغانينا  ومن منا لم يرسم قلبا وضع حرف واحد يعلوه  كانت مرحلة الهوامش اهم ما ميز مرحلة  الصبا
في الجامعة عانينا من هوامش مختلفه فالكل في محراب الاساتذة مهمش هم الاول والاخير اما انت ومستقبلك في اخر السطور فلتبق علي  هامش و لترسب او تنجح في صمت.
 اكبر هامش في حقل العمل فالتهميش متعمد ، يقوم بالمهام الصغار ويكافأ عنها  الكبار كما هو معتاد  في حياتنا اليومية ،لكن دعني لا اخفيك سرا هناك البعض يكسر هذا الهامش ليدخل علي رأس الصفحة  ويكون هو العنوان رائع هذا الشعور ان تكون الهامش  والعنوان.
ومن هوامش الكتب تأتي هوامش الحياة،فكما كتبناها خطوطا في الصبا هناك هوامش تحمل حياوات بالكامل كم من اسر تعيش علي الهامش تلك المساحات الضيقة التي لايمكن للقلم ان يخط فيها كلمات كاملة يتحملون هم حياتهم علي الهامش لايشعر بهم احد ولا يفكر ان يمنحهم مساحة اكبر حتي لو كانت علي الهامش.
في تعريفات اللغة  وبعد قراءة وجدت اقرب تعريف للهوامش هو (المعلومات التي في حواشي الصفحات تكتب لتعميق الموضوع أو لزيادة الاطلاع أو لتوسيع نقاط وإضاءتها للقارئ كما تفيد الكاتب في عدم الخروج عن سياق كتابته) وتوقفت عند كلمة تعميق الموضوع ، انه العمق و الثقل ، فالهامش هو ما يعطي للنص رونقه وتفسيرة هو المكمل ، قد يكون الهامش هو بناء النص ربما يكون هو النص نفسة احيانا.
هنا فقط ادركت اجابة السؤال اعلاة ، لا يمكن اثراء النص بدون الهامش أو طرح موضوع بدون مرجع  كل شئ يعود في الحياة للأصل والاصل دائما قائم في الهوامش.
اما عن المجتمع  فالاساس يبدا من هناك فالهامش هو المجتمع نفسة في مصر هامش النيل هو الحياة كلنا نحيا بمساعدة المهمشين ، هذا الهرم المقلوب عجبا هنا فقط تجد المهمش هو الذي يبني لك الحياة وينمقها ويلقي فيها من البذخ الذي لايتمتع به ليجعل منك هذا اللامع المضيئ ماذا انت فاعل له؟ لا شئ حتي الان لم نجد من يسطر الافكار واقعا ينقذ هذا المهمش ، لايملك المستنير سوي كلمات الكتب بينما علي الهامش يملك هذا الشخص كل سواعد البناء احيانا يغضبه الهامش يتمرد ويهدم ،قسوة الهوامش لايعرفها سوي من يعيش خارج الصفحات الرئيسية.
الي كل من يعيش علي الهامش ،اعرف وجعك، اعرف الصراع الذي تواجهه في معركة البقاء حتي وان كنت تسكن زيل الصفحات ،اعرف كيف يكون غضبك حين تخرج من الصفحة الرئيسية ،اسمعني جيدا ، انت الاصل دائما وابدا  فلا تحزن ان شردت فلن تجتهد في البحث عن عناوينك فالقاعدة تثبت ان تلك العنواين هي التي ستبحث عنك ، يوما ما ستكتب تلك الهوامش تاريخا  في الصفحات الاولي...ففي كل الهوامش حياة 

7/12/2013

No comments:

Post a Comment